مناوشات الروم والخوارج :
ولعلّ غياب عبدالملك من قاعدة المُلك بجوار الروم جرّأهم على التقدّم نحو كورة أعماق قرب دابق بين أنطاكية وحلب ، فتلقّاهم دينار بن دينار وابان بن الوليد بن عقبة فهزمزهم (١).
وقد مرّ أنّ عبدالملك جعل أخاه محمّد بن مروان على موصل والجزيرة. وخرج الروم إلى العمق من ناحية مرعش فغزاهم محمّد بن مروان إلى الصائفة في سنة (٧٥ هـ) (٢).
وفي البحرين كان للنعمان المازني من عبدالقيس بستان بمئة جريب (فِدّان) فبعد أبي فديك الخارجي خرج داود بن النعمان هذا ، وقال له أبوه : دع هذا الرأي ولك بستاني هذا فأبى ، وخرج بجمعه إلى طفّ البصرة ، وكان الحجّاج بعث على البصرة الحكم بن أيوب الثقفي ، فوجّه الحكم إلى داود : عبّاد بن حصين في خيل ، فقتل داود (٣) وتفرّق جمعه.
وعوداً على عمل محمّد بن مروان على أرض الموصل والجزيرة : كان في بلدة دارا صالح بن مسرَّح التميمي الكوفي ومعه جمع من أصحابه يقرأ عليهم القرآن ويقرئهم ويفقّههم ويقصّ عليهم وهو ناسك صاحب عبادة مصفر الوجه ، وانكر ظلم المروانيّين فدعاهم إلى الخروج لانكار ظلمهم وجهاد المخالفين لهم ، فأجابوه (٤).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٧٠.
(٢) تاريخ خليفة : ١٧١.
(٣) تاريخ خليفة : ١٧٠ ـ ١٧١.
(٤) تاريخ الطبري ٦ : ٢١٦ عن أبي مخنف ، وقيل له : الصُفرى وجماعته الصفرية من الخوارج.