فحمل شمر بن ذي الجوشن ونادى : عليّ بالنار احرق هذا البيت على من فيه! وطعن الخيمة برمحه وكان فيها نساء فصحن وخرجن منها.
وصاح به الحسين عليهالسلام : يابن ذي الجوشن! أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي! أحرقك الله بالنار (١)!
وجاءه شبث بن ربعي التميمي وقال له : ما رأيت مقالا أسوأ من قولك! ولا موقفا أقبح من موقفك! أصرت مرعبا للنساء!
وحمل عليه زهير بن القين في عشرة رجال من أصحابه فشدّ على شمر وأصحابه حتّى كشفهم عن البيوت وتراجعوا (٢).
الاستعداد لصلاة الظهر :
وزالت الشمس ، فتقدّم أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي الهمداني إلى الإمام عليهالسلام وقال له :
يا أبا عبد الله! نفسي لك الفداء ، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك! ولا والله لا تقتل حتّى اقتل دونك إن شاء الله ، وأحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
فرفع الحسين عليهالسلام رأسه إلى السماء وقال له : ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلّين الذاكرين ، نعم ، هذا أوّل وقتها. ثمّ قال لهم : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٣٧ عن أبي مخنف ، وليس في الإرشاد خبر التحريق. وهذا الخبر هو الذي اشتهر على الألسن بحرق مخيّم الإمام بعد مقتله ، وإنما كان نهبا بلا حرق مكرّر.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٣٨ ـ ٤٣٩ عن أبي مخنف ، وخبر زهير في الإرشاد ٢ : ١٠٥.