وفي اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل (١) من سنة (٨٣ ه) (٢) ولد له منها ولد ذكر. ولم يكن السجّاد عليهالسلام يجمع لابنه محمّد بين اسم محمّد وكنية أبي القاسم ، بل كان يكنّيه بأبي جعفر ، فسمّى ابنه هذا كذلك جعفر ، وكنّاه أبا عبد الله ، وحدّثهم عن أبيه عن جدّه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي فسمّوه الصادق ، فإنّه سيكون في ولده سمي له يدّعي الإمامة بغير حقّها فيسمّى كذابا (٣).
هلاك الملك عبد الملك :
جاء في اليعقوبي : روى بعضهم : أن رجلا قال لسعيد بن المسيّب : رأيت كأنّ النبيّ موسى واقف على ساحل البحر ، آخذ برجل رجل يدوّره كما يدوّر
__________________
(١) روضة الواعظين : ٢٥٣ وهو أوّل من عيّن اليوم والشهر مرسلا.
(٢) تاريخ أهل البيت عليهمالسلام : ٨١ ، وأصول الكافي ١ : ٤٧٢.
(٣) علل الشرائع ١ : ٢٧٤ ، الباب ١٦٩ ، الحديث ١.
وأغرب هنا بعض الغربيين فافترى على السجّاد عليهالسلام : أن القابلة أخبرته أن للوليد عينين زرقاوين! فتبسّم الإمام وقال : فهو يشبه عيني والدتي! كما في : الإمام الصادق كما عرّفه علماء الغرب : ٧٢ وعنه في أعلام الهداية ٨ : ٣٩ ، فيالها من غواية!
ولم يعلم عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ولا شيعتهم الرواية عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : ولقد ولّدني أبو بكر مرتين! ولا أجد فيما بأيدينا أقدم من رواية الجنابذي البغدادي للخبر مرسلا أيضا وعنه الإربليّ في كشف الغمة ٣ : ١٦٣ ويبدو عنه الذهبي في تذكرة الحفّاظ ١ : ١٦٦ بلفظ : ولدني أبو بكر مرّتين! مرسلا أيضا.
ولو تنزّلنا ، فعلى فرض التسليم بصدوره عنه عليهالسلام فلعله يعني الفخر بالانتساب إلى محمد ابن أبي بكر لامتناعه عن البيعة لمعاوية حتى قتل ، وانتسابه لعبد الرحمن بن أبي بكر لامتناعه عن البيعة لولاية عهده حتى مات في ظروف غامضة وقيل : قتل ، فراجع الموضوع.