الناس! إنّ هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله ، وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه! ثمّ استغفر لعلي عليهالسلام ولعن ابن زياد وأباه! فلمّا بلغه ذلك أمر أن يرمى به من فوق القصر! فرموا به فمات شهيدا رحمهالله (١).
وخبر ابن بقطر :
كان من حمير اليمن رجل بالمدينة يدعى بقطر الحميري وله ولد يدعى عبد الله ، وكانت أمّ عبد الله حضنت الحسين عليهالسلام مع ابنها عبد الله فقيل إنّه رضيع الحسين عليهالسلام ، وخرج هذا معه فسرّح به من بعض الطريق (بلا تعيين) إلى مسلم بالكوفة ، ويبدو أنّ ذلك كان بعد ابن مسهر ، فكذلك تلقته خيل الحصين التميمي بالقادسية فسرّحوا به إلى ابن زياد ، فكذلك أمره أن يصعد القصر ويلعن الإمام عليهالسلام بلقب الكذّاب ابن الكذّاب ، فكذلك تظاهر بالقبول فأصعدوه وأشرفوا به على الناس ، فناداهم : أيها الناس ، إنّي رسول الحسين ابن فاطمة بنت رسول الله لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة وابن سميّة الدّعي! فلمّا بلغه ذلك أمر فألقى من فوق القصر إلى الأرض ، وبقي به رمق فذبحه عبد الملك بن عمير اللخمي ، فعيّره الناس فقال : أردت أن أريحه (٢)!
والتحق ابن القين بالحسين عليهالسلام :
كان من القبائل اليمنيّة المسلمة بنو بجيلة بن أنمار ابن خثعم ، والنسبة إليها البجلي تخفيفا ، ومن أشرافهم جرير بن عبد الله واستعمله عثمان على همدان فكان
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٣٩٤ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ٧١.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٣٩٨ عن أبي مخنف ، وردّد المفيد الخبر بينه وبين قيس الصيداوي.