عليها يوم البصرة ولم يحضر فيها مع قومه ، فكان عليهم فيها رفاعة بن شدّاد (١) ثمّ استقدمه علي عليهالسلام فأرسله إلى معاوية ليدعوه إلى بيعته ، فتطاول معه بلا نتيجة فاتّهمه الأشتر فاعتزل الإمام بجمع من قومه فهدم الإمام داره بالكوفة. وعاد على من بقي منهم في صفّين رفاعة بن شدّاد (٢) ولقلّتهم كانوا مع الأزد براية مخنف بن سليم (٣) وكان جمع منهم مع معاوية ، قيل كانوا قليلا ، وقيل قاتلوا همدان في يوم القتال الأعظم فقتلوا منهم في ذلك اليوم ثلاثة آلاف رجل (٤)!
وكان في سنة (٣٣ ه) على عهد عثمان غزا الصحابيّ سلمان بن ربيعة الباهلي (٥) مدينة الخزر : بلنجر عند باب الأبواب (دربند) ومعهم زهير بن القين بن قيس البجلي ، ففتح الله عليهم وأصابوا فيها غنائم فرحوا بها ، فلمّا رأى ذلك قال لهم : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟ قالوا : نعم ، فقال لهم : إذا أدركتم شباب آل محمد صلىاللهعليهوآله فكونوا أشدّ فرحا بقتالكم معهم ، منكم بما أصبتم اليوم من الغنائم (٦)! ورفعه بلا إسناد ، ويبدو أنّه عن النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وكان زهير بن القين بن قيس يعرف بأنّه عثماني الرأي والهوى ، وحجّ من الكوفة بامرأته دلهم بنت عمرو ، وابن عمّه سلمان بن مضارب بن قيس (٧) وآخرين
__________________
(١) الجمل (للمفيد) : ٣٢٠.
(٢) وقعة صفين : ٢٠٥.
(٣) وقعة صفين : ١١٧.
(٤) وقعة صفين : ٣٢٩.
(٥) انظر ترجمته في قاموس الرجال ٥ : ١٨٢ ، برقم ٣٣١٧.
(٦) تاريخ الطبري ٥ : ٣٩٦ عن أبي مخنف عن دلهم ، وفي الإرشاد ٢ : ٧٣ وقال سلمان الفارسي. ولكن الصواب موته في آخر عصر عمر ، كما في قاموس الرجال ٥ : ٢٠٧.
(٧) الحدائق الوردية : ١٢٢ ، وعنه في إبصار العين : ١٦٩.