خروج ابن سعد إلى كربلاء :
من همدان إلى الريّ كانت تابعة للكوفة ، وبينهما كورة كبيرة كانت تسمّى : دشتبي أي الواحة الحسناء ، وكان فلول الجيوش الفارسيّة وكثير منهم من جبال ديلمان في شمال إيران ، إذا شعروا بضعف في أي ناحية يخرجون إليها فيغلبون المسلمين عليها ، وكأنّهم شعروا بضعف الدولة بعد هلاك معاوية فخرجوا وغلبوا على دشتبي.
فكان ابن زياد بعد أن جهّز الحصين بن تميم التميمي بأكثر من ألف معه لسدّ الطرق على الحسين عليهالسلام ، فجهّز هذا ألفا سواهم مع الحرّ الرياحي التميمي وقدّمه لتلقّي الإمام عليهالسلام ، كتب لعمر بن سعد بن أبي وقّاص الزهري عهده على الرّي وبعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفة يسير بهم إلى دشتبي وأمره بالخروج إليها. وكان لابن سعد حمّام في قرية من قرى الكوفة بيد مولاه أعين فكانت القرية تسمّى به : حمّام أعين ، وخرج ابن سعد بعسكره إليها.
فلمّا بلغ ابن زياد خبر وصول الإمام عليهالسلام إلى العراق دعا عمر بن سعد وقال له : سر إلى الحسين ، فإذا فرغنا ممّا بيننا وبينه سرت إلى عملك.
فقال ابن سعد : إن رأيت أن تعفيني فافعل. فقال ابن زياد : نعم ، على أن تردّ إلينا عهدنا! فقال عمر : فأمهلني اليوم أنظر! فأمهله. فانصرف عمر يستشير نصحاءه ، فنهاه كلّهم.
وكان المغيرة الثقفي في عهده على الكوفة قد تزوّج بأخت ابن سعد وله منها ابن يدعى حمزة ، فجاء حمزة هذا إلى خاله ابن سعد وقال له : يا خال : انشدك الله أن تسير إلى الحسين فتأثم بربّك وتقطع رحمك! فو الله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها لو كان لك ، فهو خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين!