«بسم الله الرحمنِ الرحيم ، للحسين بن علي ، أمّا بعد ؛ فقد اخضرت الجنان وأينعت الثمار (فلعلّه كان في أواخر الربيع أو أوائل الصيف) وطمّت الجمام (ملئت الغدران بالمياه) فأقدم على جند مجنّد لك! والسلام» من حجّار بن أبجر العجلي النصراني المسلم ، وشبث بن ربعي اليربوعي التميمي ، ومعه محمد بن عمر التميمي ، ولعلّهما لعلمهما بتبع أكثر بني تميم للإمام عليهالسلام ، وعزرة بن قيس الأحمسي ، وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ، ويزيد بن الحارث الشيباني (١).
جواب الإمام عليهالسلام :
حيث كان آخر رسل الكوفة إلى الإمام عليهالسلام سعيد الحنفي التميمي وهانئ السبيعي الهمداني ، وكان عمدة الملحّين عليه من عشيرتهما تميم وهمدان ، لذلك سألهم عن أمر الناس في الكوفة.
وكان من بني أعمامه معه أبناء عقيل وأكبرهم صهره على أخته رقية : مسلم بن عقيل ، وكان الإمام أعدّه ليبعثه عنه مقدّما وسفيرا إلى الكوفة ، فلمّا قدم عليه الرجلان من تميم وهمدان كتب :
«بسم الله الرحمنِ الرحیم ، من الحسين بن علي ، إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين ، أمّا بعد ؛ فإنّ هانئا (الهمداني) وسعيدا (التميمي) قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم ، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم : إنّه ليس علينا إمام ، فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى والحقّ ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي : مسلم بن عقيل ، وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم. فإن كتب إليّ : أنّه قد أجمع رأي
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٣٥٣ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ٣٨.