ولعلّ عمدتهم كان من تميم وهمدان ؛ ولذا سرّحوا بالكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني ، وعبد الله بن وال التميمي ، فخرجا مسرعين حتّى قدما مكّة للعاشر من شهر رمضان.
وانتشر خبر هذه الرسالة فاقتدى آخرون بهم ، واجتمع كلّ اثنين أو أربعة منهم وكتبوا كتبا مماثلة بلغت مئة وخمسين صحيفة ، ولعلّ عمدتهم كانوا أيضا من همدان وبني أسد في الكوفة ، فسرّحوا بها مع عبد الرحمان بن الكدن الأرحبي الهمداني ، وقيس بن مسهر الصيداوي الأسدي ، وعمارة بن عبيد السلولي ، ولعلّهم قدموا مكّة للنصف من رمضان (١).
وكأنّهم بعد ذلك رأوا أن يكتبوا إليه عن عموم «شيعته» بلا تخصيص ذكر لأحد ، فكتبوا إليه :
«بسم الله الرحمنِ الرحيم ، للحسين بن علي ، من «شيعته» من المؤمنين والمسلمين ، أمّا بعد ؛ فحيّ هلّا! فإنّ الناس ينتظرونك ولا رأي لهم في غيرك! فالعجل العجل! والسلام عليك» ثمّ سرّحوه إليه مع سعيد بن عبد الله الحنفي التميمي وهانئ بن هانئ السبيعي الهمداني ، كذلك من تميم وهمدان ، ولعلّهما قدما مكّة للسابع عشر من رمضان ذكرى يوم بدر الكبرى. ولعلّ هذا القول : «فإنّ الناس ينتظرونك ولا رأي لهم في غيرك»! كان بعد علمهم بكتابة عدد من زعماء الكوفة إليه عليهالسلام :
__________________
(١) ذكر عدد الكتب هذه في الطبري ٥ : ٣٥٢ : ثلاثة وخمسين ، ولكن في الإرشاد ٢ : ٣٨ : مئة وخمسين ، وكذلك في تذكرة السبط : ٢٤٤ عن الكلبي وابن إسحاق ، وكذلك الخوارزمي عن ابن الأعثم ١ : ١٩٥ فالثلاثة في الطبري إمّا تصحيف عن : مئة ، وإمّا تقليل متعمّد.