إلى رأس أبيه ، فلمّا رآهما المختار قال : هذا بحسين وهذا بعليّ بن الحسين ، ثمّ قال : ولا سواء (١)! والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله!
ثمّ كتب بذلك كتابا إلى محمّد بن الحنفيّة ودعا ظبيان بن عمارة التميمي ومسافر بن سعيد الناعطي الهمداني وأرسلهما برأسيهما والكتاب إلى ابن الحنفيّة وفيه :
بسم الله الرحمنِ الرحيم إلى «المهدي» محمّد بن عليّ ، من المختار بن أبي عبيد. سلام عليك أيها «المهدي» فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو ، أمّا بعد ، فإنّ الله بعثني نقمة على أعدائكم ، فهم بين قتيل وأسير ، و «طريد وشريد» فالحمد لله الذي قتل قاتليكم ونصر مؤازريكم. وقد بعثت إليك برأس عمر بن سعد وابنه ، وقد قتلنا من شرك في دم الحسين وأهل بيته «رحمة الله عليهم» كلّ من قدرنا عليه ، ولن يعجز الله من بقي ، ولست بمنجم عنهم حتّى لا يبلغني أن على أديم الأرض منهم أحدا. فاكتب إليّ أيّها «المهدي» برأيك أتّبعه وأكون عليه ، والسلام عليك أيّها «المهدي» ورحمة الله وبركاته (٢).
ونأسف لعدم ذكر الخبر جواب ابن الحنفيّة لنعرف موقفه من ذلك ولا سيّما عنوان «المهدي».
وحرملة بن كاهل الأسدي :
كان من حجّاج الكوفة لموسم الحجّ في آخر سنة ستّ وستّين للهجرة : المنهال بن عمرو الأسدي التابعي ، فنقل الإربليّ عن «كتاب دلائل رسول الله»
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٦٠ ـ ٦١ عن أبي مخنف ، وعن المدائني في أمالي الطوسي : ٢٤٣ ، الحديث ١٦ ، المجلس ٩ ، وفيه : أنّ أبا عمرة كان قصيرا مدجّجا بالحديد ومعه رجلان.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٦١ ـ ٦٢ عن أبي مخنف.