«أهل البيت» فقال محمّد بن الحنفيّة : يزعم أنّه «شيعة» لنا وجلساؤه قتلة الحسين عليهالسلام على الكراسي يحدّثونه!
فلمّا قدم الكوفة أتى المختار فسأله : هل لقيت «المهديّ» قال : نعم ، ونقل له قوله (١).
وكان من جلساء المختار الهيثم بن الأسود النخعي الهمداني فسمعه يقول : لأقتلن غدا رجلا غائر العينين مشرف الحاجبين عظيم القدمين ، يسرّ مقتله المؤمنين والملائكة المقرّبين! ففهم الهيثم أنّ المختار يريد عمر بن سعد ، فلمّا عاد إلى منزله دعا ابنه العريان وقال له : اذهب ليلا (سرّا) إلى عمر بن سعد فأخبره بكذا. فلمّا كان الليل ذهب العريان واستخلى بابن سعد وأخبره الخبر فجزّاه ابن سعد خيرا وقال : كيف يريد بي هذا بعد الذي أعطاني من العهود والمواثيق! ومع ذلك خرج تلك الليلة إلى حمّام له خارج البلد وعليه مولى له ، وأخبره بأمانه وما اريد به. فقال له المولى : وأيّ حدث أعظم ممّا صنعت! إنّك تركت رحلك وأهلك وأقبلت إلى هاهنا! ارجع إلى رحلك ولا تجعل للرجل عليك سبيلا! فعاد إلى البلاد ، وكأنه أرسل ابنه حفصا إلى المختار ليستوثق له.
فعرف المختار أخباره ، وأسرّ إلى أبي عمرة بأمره فيه ، فذهب إليه وقال له : أجب الأمير ، فقام عمر في جبّته فعثر بها ، فضربه أبو عمرة بسيفه فقتله واحتزّ رأسه وستره بأسفل قبائه حتّى وضعه بين يدي المختار وعنده حفص بن عمر بن سعد ، فقال المختار له : أتعرف هذا؟ فاسترجع وقال : نعم ، ولا خير في العيش بعده! فقال المختار : صدقت فإنّك لا تعيش بعده ، وأمر به فقتل وجعل رأسه
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٦٢ عن أبي مخنف.