فأمره بقتال أهل المدينة ، فإن ظفر بها أباحها للجند ثلاثة أيّام يسفكون فيها الدماء ويأخذون أموالهم ، وأن يبايعهم على أنّهم خول وعبيد ليزيد (١) ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس. وانظر عليّ بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا وأدن مجلسه ، فإنّه لم يدخل في شيء ممّا دخلوا فيه (٢).
وقال اليعقوبي : كان جيشه خمسة آلاف رجل : من فلسطين ألف رجل عليهم روح بن زنباغ الجذامي ، ومن الأردن ألف رجل عليهم حبيش بن دلجة القيني ، ومن دمشق ألف رجل عليهم عبد الله بن مسعدة الفزاري ، ومن أهل حمص ألف رجل عليهم الحصين بن نمير السكوني ، ومن قنّسرين ألف رجل عليهم زفر بن الحارث الكلابي (٣).
لقاؤهم بالأمويين :
ولمّا أيقن أهل المدينة بقدوم الجيوش إليهم ، قال بعضهم : لقد خندق رسول الله ، فتشاوروا في ذلك وخندقوا المدينة من كلّ نواحيها (٤) أو في جانب منها (٥) وهو خندق النبيّ وواصلوا سائرها بالحيطان (٦).
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٦٥.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٨٤ ـ ٤٨٥ عن الكلبي ، عن الأزدي ، عن حبيب بن كرّة الأموي ، وفيه : وقد أتاني كتابه. وانفرد به ولم يذكره غيره.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥١.
(٤) الإمامة والسياسة ١ : ٢١٠.
(٥) الطبري ٥ : ٤٨٧.
(٦) التنبيه والإشراف : ٢٦٣ ـ ٢٦٤.