ودخل دار الإمارة ودخل عليه الناس وأشرافهم ، فبسط لهم يده فبايعوه وهو يقول لهم :
تبايعوني على كتاب الله وسنّة نبيّه والطلب بدماء «أهل البيت» وجهاد المحلّين ، والدفع عن «الضعفاء» وقتال من قاتلنا وسلم من سالمنا والوفاء ببيعتنا لا نقيلكم ولا نستقيلكم! فإن قال الرجل : نعم ، بايعه. وجعل المختار يمنّي الناس ويستجرّ مودّتهم ويحسن سيرته جهده!
وأصاب المختار في بيت مال الكوفة تسعة آلاف ألف (ملايين) درهما ، وكان أصحابه الذين قاتل بهم وحصر ابن مطيع في القصر ثلاثة آلاف وثمانمئة رجل ، فأعطى كلّ رجل خمسمئة درهم ، وبعد ما أحاط بالقصر أتاه من أصحابه (الذين بايعوه من قبل) ستة آلاف! فأقاموا معه تلك الأيام الثلاثة حتّى دخل القصر ، فأعطى كلّ واحد منهم مئتين مئتين ، واستقبل الناس بخير ومنّاهم العدل وحسن السيرة.
واستعمل على شرطته عبد الله بن كامل الشاكري (الهمداني) وعلى حرسه أبا عمرة كيسان مولى بني عرينة. وجاءه ابن كامل فأخبره أن ابن مطيع في دار أبي موسى الأشعري ، فلما أمسى المختار بعث إلى ابن مطيع بمئة ألف درهم! وقال له : إنّي قد شعرت بمكانك ، وقد ظننت أنّه لم يمنعك من الخروج إلّا أنّه ليس في يديك ما يقويك على الخروج فتجهّز بهذه واخرج (١).
وولّى على توابع الكوفة :
كان عبد الله بن الزبير ولّى على الموصل محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٣٢ ـ ٣٣ عن أبي مخنف.