فأرسل إليه وذكر له ذلك فقال : إن فعلت لأخرجن من المسجد ثمّ لا أعود أبدا!
فأمسك معاوية عن لعنه ، حتّى مات سعد ، فلمّا مات لعنه على المنبر ، فكتبت أمّ سلمة إليه : إنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أن الله أحبّه ورسوله!
فلم يلتفت معاوية إلى كلامها (١) ولذا لم يزرها وإنما زار عائشة.
ثمّ ارتحل فقدم مكة :
لم يتعقّب اليعقوبي والمسعودي أخبار إصرار معاوية على البيعة ليزيد بولاية عهده ، في المدينة ولا مكة ، وذكرها خليفة بن الخيّاط والدينوري واتفقا على سنة ٥١ واختلفا في آخر مرحلة هل كانت بالمدينة كما ذكر الدينوري أو كانت بمكة كما لدى خليفة بن الخيّاط : أشار إلى خطبته بالمدينة ثمّ قال : ثمّ ارتحل فقدم مكة. وكأنّه حمل الممتنعين عن البيعة ، على الحجّ معه.
فروى ابن الخيّاط عن جويريّة بن أسماء عن شيوخ من المدينة قالوا : إنّ معاوية لمّا قرب من مكة وراح من موضع بطن مرّ قال لصاحب حرسه وكان معه ألف رجل! لا تدع أحدا يسير معي إلّا من حملته أنا! فلما كان في أوساط الأراك بعد بطن مرّ لقيه الحسين عليهالسلام فوقف وقال : مرحبا وأهلا بابن بنت رسول الله وسيد شباب المسلمين! هاتوا لأبي عبد الله بدابة يركبها! فأتي ببرذون فتحوّل من الجمل عليه مع معاوية ثمّ طلع عبد الرحمن بن أبي بكر فقال له : مرحبا وأهلا بشيخ قريش وابن «صدّيق» هذه الأمة! هاتوا بدابة لأبي محمد! فأتي ببرذون فتحوّل من الجمل عليه. ثمّ طلع عليه ابن عمر فقال له : مرحبا وأهلا بصاحب رسول الله
__________________
(١) العقد الفريد ٢ : ١٠٣ وعنه في الغدير ١٠ : ٢٦٠.