قالت : فأين عزب حلمك عنهم؟ أما إنّي سمعت رسول الله يقول : «يقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات» فقال : يا أم المؤمنين! لم يحضرني رجل رشيد : وقال : ما أعدّ نفسي حليما بعد قتلي حجرا وأصحابه (١).
وروى الطبري عن أبي سعيد المقبري : أنّها قالت له : يا معاوية ، أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟!
فقال : لست أنا قتلتهم ، إنّما قتلهم الذين شهدوا عليهم! وقالت عائشة : لو لا أنّا لم نغيّر شيئا إلّا آلت بنا الأمور إلى أشدّ ممّا كنّا فيه لغيّرنا قتل حجر! أما والله إن كان ما علمت لمسلما حجّاجا معتمرا (٢).
وأرسل إلى الحسين عليهالسلام وابن عباس وخطب :
قال الدينوري : لما كان صبيحة اليوم الثاني أمر بفراش وسرير فوضع له ، وسوّيت مقاعد الخاصّة من أهله حوله وتلقاءه ، وأرسل إلى الحسين عليهالسلام وعبد الله ابن عباس ، وخرج وعليه حلّة يمانية وعمامة سوداء دكناء وقد أسبل طرفيها بين كتفيه وقد تعطّر بعطر الغالية ، فقعد على سريره ، وأمر بكتّابه فأجلسهم بحيث يسمعون ما يأمر به ، وأمر حاجبه أن لا يأذن لأحد من الناس وإن قرب.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٣١ هذا ، وقد قال قبله : كان قتل حجر في سنة ٥٢ ، وفي : ٢٣٨ قال : حجّ في جميع سنّي ولايته حجتين سنة ٤٤ وسنة ٥٠ ؛ واعتمر في رجب سنة ٥٦. وبعدها في ٢٣٩ قال : في سنة ٥٠ ، حجّ معاوية ، وفي سنة ٥١ ابنه يزيد. وقال خليفة : ١٣١ : في سنة ٥١ قتل معاوية حجرا وأصحابه ثمّ حجّ فيها. وهو الصحيح.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٢٧٩ وهو من أخبار كتاب أبي مخنف في حجر بن عدي ، رواه الكلبي وعنه الطبري. والعذر من عائشة أيّ عذر! كما ترى!