خطبة الحجّاج في الكوفة :
مرّ الخبر أنّ عبدالملك لمّا ملك العراق ومعه أخوه بِشر بن مروان استخلفه على الكوفة ثمّ العراقيين ، وفي سنة (٧٥ هـ) كان بالبصرة فمات وهو ابن نيّف وأربعين سنة (١).
فكتب عبدالملك إلى الحجّاج : أمّا بعد ، يا حجّاج ، فقد ولّيتك العراقين صدقة ، فإذا قدمت الكوفة فطأها وطأة يتضاءل منها أهل البصرة ، وإيّاك وهوينا الحجاز! فإنّ القائل هناك يقول ألفاً ولا يقطع بهنّ حرفاً ، وقد رميت الغرض الأقصى فارمه بنفسك وأرد ما أردته بك (٢) ، سِر إلى العراقين ، واحتل لقتلهم ، فإنّه قد بلغني عنهم ما أكره (٣)!
__________________
(١) تاريخ ابن الخياط البصري : ١٧١.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٣.
(٣) الإمامة والسياسة ٢ : ٣١.