فحمل المهلّب أموالا عظيمة وجموعا كثيرا وهيئة لم يكن بها أحد من أهل البصرة قبله ، وأقبل حتّى دخل البصرة وأتى باب مصعب ليدخل عليه ، ولم يعرفه حاجبه فحجبه فضربه المهلّب فكسر أنفه! فدخل إلى مصعب يشكوا إليه المهلّب ودخل المهلّب خلفه ، فقال مصعب لحاجبه : عد إلى عملك!
ثمّ أمر مصعب الناس أن يعسكروا عند الجسر الأكبر ثمّ جعل مالك بن مسمع على خمس بكر بن وائل ، ومالك بن المنذر على خمس عبد القيس ، والأحنف بن قيس التميمي على خمس تميم ، وزياد بن عمرو الأزدي على خمس الأزد ، وقيس بن الهيثم على خمس أهل العالية. وجعل المهلّب بن أبي صفرة على ميسرته ، وعمر بن عبيد الله على ميمنته ، وقدّم أمامه عباد بن الحصين التميمي على مقّدمته (١).
واستخلف على البصرة عبيد الله بن معمر وخرج منها (٢).
عبيد الله بن الحرّ الجعفي :
روى المدائني قال : لمّا قتل عثمان وهاج الهياج بين عليّ عليهالسلام ومعاوية قال عبيد الله بن الحرّ : إنّي احبّ عثمان ولأنصرنّه ميّتا! فخرج إلى الشام فأقام عند معاوية وكان معه في صفّين ، ثمّ لم يزل معه حتّى قتل عليّ عليهالسلام ، فلمّا قتل قدم الكوفة على إخوانه.
فلمّا مات معاوية وهاج الهياج على (يزيد اعتزل) فلمّا مات يزيد بن معاوية وهرب عبيد الله بن زياد وهاجت فتنة ابن الزبير قال : ما أرى قريشا
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٩٤ ـ ٩٥.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ١١٧.