فقالوا بأجمعهم : رأينا في ذلك مثل رأيهم ، فنجيبهم ونقاتل معهم!
فقال : استعدّوا للعدوّ وأعدّوا له الحرب ، ثمّ نسير وتسيرون (١).
واختار المختار أن يعود للديار :
مرّ في أخبار خروج مسلم بن عقيل : أنّ المختار بن عبيد الثقفي خرج براية لنصرته ، وكان عمرو بن حريث المخزومي يحمل راية أمان لابن زياد ، فدعا المختار إليه وأجاب المختار فشتر عينه ابن زياد وحبسه. وكان عبد الله بن عمر قد بايع ليزيد وكان هو زوج اخت المختار : صفيّة ، فبعث المختار ابن عمه زائدة بن قدامة الثقفي إلى ابن عمر يسأله أن يكتب إلى يزيد ليكتب إلى ابن زياد بإطلاقه ، ففعل وأطلقه ابن زياد ولكنّه أخرجه من الكوفة ، فخرج إلى مكّة.
فروى الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي ، وكان مع ابن الزبير ، وتواعد مع المختار الثقفي في حجر إسماعيل بعد العتمة ، فالتقى به وذهب به إلى منزل ابن الزبير فقال له المختار :
إنّي قد جئتك لأبايعك على أن لا تقضي الأمور دوني وإذا ظهرت استعنت بي على أفضل عملك! ولا ابايعك أبدا إلّا على هذه الخصال! فقال له ابن الزبير : فلك ما سألته! فبسط يده فبايعه (٢) وأقام معه خمسة أشهر ، فلمّا رآه لا يستعمله جعل لا يقدم عليه أحد من الكوفة إلّا سأله عن حالهم.
فمّمن قدم مكّة يريد عمرة رمضان هانئ بن أبي حيّة الوادعي الهمداني فسأله المختار عن حال الناس ، فأخبره أنّهم تصالحوا واتّسقوا على طاعة
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٥٥٥ ـ ٥٥٧.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٥٧٥.