القضاء إلّا لعربي! فاستقضيت أبا بردة (بن أبي موسى الأشعري) وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك! وجعلتك من سمّاري! فما أخرجك عليّ؟! والله لأقتلنّك! وقتله وله ابنان : عبد الله وعبد الملك! وله تسع وأربعون سنة في سنة أربع وتسعين (١).
وكذلك ذكره أبو نعيم وقال : كان ذلك في شعبان (٢) في بلدة واسط ودفن بظهرها وقبره بها معلوم معروف ، وهلك الحجّاج بعده بستة أشهر (٣) في سنة (٩٥ ه) وله أربع وخمسون سنة ، على رأس عشرين عاما من إمرته على العراقين (٤) وقال المسعودي : كان في شهر رمضان قبل موت الوليد بتسعة أشهر (٥) وقبل قتل سعيد قتل كميل بن زياد ، فنذكره هنا.
قتل كميل بن زياد النخعي :
كان كميل بن زياد النخعي من القرّاء الذين شاركوا في خروج عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث الكندي على الحجّاج وبني امية في وقعة دير الجماجم (٦) وكان قد بلغ الحجّاج أنّ كميلا كان ممّن شارك في الثورة على عثمان ، فأمر بطلبه فهرب منه مختبئا في قومه ، فحرم قومه النخع عطاءهم ، فلمّا رأى كميل ذلك قال لهم : أنا شيخ كبير قد نفد عمري فلا ينبغي أن احرم قومي عطيّاتهم. فخرج وأسلم بيده للحجّاج ، فلما رآه قال له : لقد كنت أحبّ أن أجد عليك سبيلا! فقال له كميل :
__________________
(١) المعارف : ٤٤٥ ـ ٤٤٦.
(٢) أخبار إصبهان ١ : ٣٢٤.
(٣) قاموس الرجال ٥ : ٨٦.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٩٠.
(٥) التنبيه والإشراف : ٢٧٤.
(٦) قاموس الرجال ٨ : ٦٠١ عن ذيل الطبري.