خطبة زهير بن القين البجلي :
مرّ الخبر أنّ الإمام عليهالسلام جعل زهير بن القين على ميمنته ، وسمع زهير كلام الإمام عليهالسلام ، ورأى عدم تأثيره في القوم وجوابهم له ، ولكن ابن القين لم ييأس منهم ، وبإذن من الإمام عليهالسلام وهو شاك في السلاح ركب فرسه وخرج إليهم حتّى وقف أمامهم وناداهم :
يا أهل الكوفة! نذار لكم من عذاب الله نذار! إنّ حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن (وأنتم) حتّى الآن إخوة وعلى دين واحد وملّة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم أهل للنصيحة منّا ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة (الرابطة) وكنّا امّة وأنتم أمّة.
إنّ الله قد ابتلانا (واختبرنا) وإياكم بذريّة نبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله ، لينظر ما نحن وأنتم عاملون! إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد! فإنّكم لا تدركون منهما [من ابن زياد ويزيد] إلّا سوءا ، عمر سلطانهما كلّه : ليسملان أعينكم! ويقطّعان أيديكم وأرجلكم! ويمثّلان بكم! ويرفعانكم على جذوع النخل! ويقتّلان أماثلكم وقرّاءكم أمثال : حجر بن عدي وأصحابه ، وهانئ بن عروة وأشباهه!
فكرّروا عليه قولهم : والله لا نبرح حتّى نقتل صاحبك ومن معه! أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله سلما!
فقال لهم : عباد الله! إنّ ولد فاطمة (رضوان الله عليها) أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة! فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم! فخلّوا بين الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية! فلعمري إنّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
وهنا مرّة ثانية خاف شمر بن ذي الجوشن من تأثير كلام زهير في القوم فبدأ برميه بأوّل سهم للقتال وقال : اسكت ، أسكت الله نأمتك (نغمتك) أبرمتنا بكثرة كلامك!