وفيكما فضل القرابة وحظوة العلم وكمال المروءة! وقد أصبت من ذلك عند «يزيد» على المقابلة والمناظرة ما أعياني مثله عندكما وعند غيركما! مع علمه بالسنة وقراءة القرآن! والحلم الذي يرجح بالصمّ الصلاب!
وقد علمتما أنّ الرسول المحفوظ «بعصمة الرسالة» قدّم على «الصديق والفاروق» ومن دونهما من أكابر الصحابة وأوائل المهاجرين يوم «غزوة السلاسل» من لم يقارب القوم برتبة ، من قرابة موصولة ولا سنّة مذكورة (عمرو بن العاص) فقادهم الرجل بأمره وجمّع بهم صلاتهم وحفظ عليهم فيئهم (غنيمتهم!) وفي رسول الله أسوة حسنة!
فمهلا يا بني عبد المطلب فإنا وأنتم شعبا أب وجدّ ، وما زلت أرجو الانصاف في اجتماعكما ، فما يقول القائل إلّا بفضل قولكما ، فردّا على ذي رحم مستعتب ما يحمد به البصيرة في عتابكما هذا ، وأستغفر الله لي ولكما. وسكت (١).
جواب الحسين عليهالسلام :
قال : فتيسّر ابن عباس للكلام فأشار إليه الحسين عليهالسلام وقال له : على رسلك! فأنا المراد ونصيبي في التهمة (بالخلاف والتخلّف) أوفر! فأمسك ابن عباس.
فقام الحسين عليهالسلام فحمد الله وصلّى على رسول الله ثمّ قال : أما بعد ـ يا معاوية ـ فلن يؤدّي القائل وإن أطنب في صفة الرسول صلىاللهعليهوآله من جميع جزءا ، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله من إيجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت (ولا سيما عن عليّ عليهالسلام) وهيهات هيهات يا معاوية ، فضح الصبح فحمة
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ١٨٤ ـ ١٨٦.