الكوفة. ولكنّ يزيد بن الحارث كان قد وضع رماة فوق البيوت على أفواه السكك ، فلمّا أقبل المختار بجمعه إليهم رماهم اولئك الرماة بالنبال فصدّوهم عن دخول الكوفة من هناك.
فمضى المختار من السبخة إلى الجبانة إلى بيوت منفردة شاذّة من أحمس وبارق ومزينة فنزل عند بيوتهم ومسجدهم ، فاستقبلوهم بالماء. وقال المختار : نعم مكان المقاتل هنا (١)!
خطبة ابن مطيع وحملة النخعي :
وقال عمرو بن الحجّاج الزبيدي لابن مطيع : أيّها الرجل لا يسقط في خلدك ، ولا تلق بيدك (إلى التهلكة) اخرج إلى الناس فاندبهم إلى عدوّك فاغزهم! فإنّ الناس كثير عددهم وكلّهم معك إلّا هذه الطاغية التي خرجت على الناس! والله مخزيها ومهلكها! وأنا أوّل منتدب ، فاندب معي طائفة ومع غيري طائفة!
فخرج ابن مطيع وقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال أيّها الناس! إنّ من أعجب العجب عجزكم عن عصبة منكم قليل عددها! خبيث دينها! ضالّة مضلّة! اخرجوا إليهم فامنعوا منهم حريمكم! وقاتلوا عن مصركم وامنعوا منهم فيئكم! وإلّا فو الله ليشاركنّكم في فيئكم من لا حقّ له فيه! (الموالي) فو الله لقد بلغني أنّ فيهم خمسمئة من محرّريكم وأميرهم منهم! وإنّما ذهاب عزّكم وسلطانكم وتغيّر دينكم حين يكثرون هؤلاء (الموالي)! ثمّ سكت ونزل (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢٧ ـ ٢٩ عن أبي مخنف.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٢٨ عن أبي مخنف ، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي ، وكان مع الناس في المسجد وليس مع المختار وأصحابه.