تأليف أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري عن المنهال الأسدي قال : حججت فدخلت على عليّ بن الحسين عليهالسلام فقال لي : يا منهال ، ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي؟ ـ ولأنه أسديّ سأله عن هذا الأسدي ـ قال : قلت : تركته بالكوفة حيّا. قال : فرفع يديه ثمّ قال : اللهمّ أذقه حرّ الحديد (مرّتين) ، اللهمّ أذقه حرّ النار!
قال : فانصرفت إلى الكوفة ... فركبت لأسلم على المختار بن أبي عبيد الثقفي ، فركب وركبت معه حتّى أتى الكناسة ، وكان قد وجّه في طلب حرملة بن كاهل ، فوقف في الكناسة وقوف منتظر لشيء ، فاحضر إليه فقال له : الحمد لله الذي مكّنني منك! ثمّ دعا بالجزّار فقال له : اقطع يديه فقطعهما ، فقال له : اقطع رجليه فقطعهما ، ثمّ قال : النار النار ، فاتي بطنّ من قصب فجعل حرملة بينها ثمّ الهب فيها النار حتّى احترق!
فقلت : سبحان الله! سبحان الله! فالتفت إليّ المختار وقال : ممّ سبّحت؟
فقلت له : دخلت على عليّ بن الحسين عليهالسلام فسألني عن حرملة فأخبرته أني تركته حيّا ، فرفع يديه وقال : اللهمّ أذقه حرّ الحديد (مرّتين) ، اللهمّ أذقه حرّ النار! فقال المختار : الله الله أسمعت عليّ بن الحسين يقول هذا؟ قلت : الله الله لقد سمعته يقول هذا! فنزل وصلّى ركعتين وأطال وسجد وأطال ثمّ رفع رأسه وذهب ومضيت معه حتّى انتهى إلى باب داري (في بني أسد) فقلت له : إن رأيت أن تكرمني بأن تنزل وتتغدّى عندي؟ فقال لي : يا منهال ، تخبرني أن عليّ بن الحسين دعا الله بثلاث دعوات فأجابه الله فيها على يدي ثمّ تسألني الأكل عندك! هذا يوم صوم شكرا لله على ما وفّقني له (١).
__________________
(١) كشف الغمة ٣ : ٦٦ و ٧٢ و ٧٣ ، وفي أمالي الطوسي : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، الحديث ١٥ ، المجلس ٩ بسنده عن المفيد وليس في أماليه عن (دلائل) الحميري أيضا بسند متّصل إلى المنهال. وفي المناقب ٤ : ١٤٥.