وكان من أصحابه شبيب بن يزيد الشيباني الكوفي وحجّوا سنة حجّ عبدالملك (٧٥ هـ) وسمعوا خطبه فهمّ شبيب بالفتك به لولا أن مُنع منه ، وعُلم خبرهم واُخبر بهم عبدالملك ، فبعد انصرافه من الحج كتب إلى الحجّاج يأمره بطلبهم ، وكانوا يأتون الكوفة فيقيمون بها بعض الشهور ، وطلبه الحجّاج وبلغه ذلك فخرج إلى الجزيرة (١).
وواعد أصحابه للخروج بهم ليلة الاربعاء أوّل شهر صفر سنة ستّ وأربعين (٢) في مئة وعشرين رجلاً راجلاً ، فقال لهم : إنّ عُظمكم رجّالة ، وهذه دوابّ لمحمّد بن مروان في هذا الرُستاق فشدّوا عليها وتقوّوا بها على عدوّكم. فخرجوا تلك الليلة فأخذوا تلك الدوابّ وركبوها.
وبلغ مخرجهم محمّد بن مروان فبعث إليهم عديّ بن عديّ الكندي وكان رجلاً عابداً يتنسّك في ألف فارس من حرّان (٣) فانهزم عديّ! فوجّه إليه محمّد بن مروان : خالد بن عبدالله السُّلمي والحارث بن جعونة العامري فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وانحاز صالح التميمي إلى العراق فتركوه. فوجّه إليه محمّد بن مروان بالاشعث بن عُميرة الهمداني فالتقوا في جوخى بعد خانقين إلى خوزستان ، فاستخلف صالح : شبيب بن يزيد وقاتل حتّى قتل ، وقاتل شبيب حتى انصرف إلى الكوفة ، ومعه امرأته غزالة وقد نذرت ان تصلّي في جامعه ، فدخل شبيب وصلّت امرأته وقتل ناساً وخرج!
فوجّه إليه الحجّاج : زائدة بن قدامة الثقفي في جمع فالتقوا على الفرات واقتتلوا حتّى قُتل زائدة وهُزم جمعه!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢١٥.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٢١٩.
(٣) تاريخ الطبري ٦ : ٢٢٠.