العبسي فاحتمل إلى أهله فلمّا أدخلوه عليهم مات فيهم (١). وقتل غيره من مضر بضعة عشر رجلا (٢).
وسار المختار إلى جبّانة السّبيع ولكنّه توقّف عند دار عمر بن سعد وسرّح بين يديه عبد الله بن كامل الشاكري الهمداني ، وأحمر بن شميط الأحمسي البجلي وقال له : الزم هذه السكّة حتّى تخرج من دور قومك ومسجدهم إلى جبّانة السّبيع ، وقال للشاكري الهمداني : الزم هذه السكّة حتّى تخرج عليهم من دار الأخنس بن شريق الثقفي إلى الفرات ، وقال لهما : إنّ الشباميين (من همدان) أخبروني أنّهم يأتونهم من ورائهم.
وبلغ إلى أهل اليمن مسير الرجلين إليهم فاقتسموا تلك السكّتين : فسكّة مسجد أحمس وقف فيها عبد الرحمن بن سعيد الهمداني ومعه زحر بن قيس الجعفي وإسحاق بن محمّد بن الأشعث الكندي وسكّة الأخنس الثقفي إلى الفرات وقف فيها عبد الرحمن بن مخنف الأزدي وبشير بن جرير البجلي وكعب الخثعمي ، وتلاقوا واقتتلوا قتالا شديدا حتّى انكشف أنصار المختار وفلّوا والتقاه فلولهم فردّهم حتّى وقف إلى دار أبي عبد الله الجدلي ، فبعث عبد الله بن قراد الخثعمي على أربعمئة فارس وراجل إلى عبد الله بن الكامل مددا ، وبعث مالك بن عمرو النهدي وكان شديد البأس في مئتي فارس إلى أحمر بن شميط الأحمسي فأمدّوه.
واجتمع الشباميون من همدان على رئيسهم أبي القلوص على أن يأتوا أهل اليمن من ورائهم كما وعدوا المختار ، حتّى خرجوا إلى جبّانة السّبيع ، فاستقبلهم
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٤٩ عن أبي مخنف.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٥٦ عن أبي مخنف.