وكتب إلى ابن عباس ، أمّا بعد ، فقد بلغني إبطاؤك عن البيعة ليزيد ابن أمير المؤمنين ، وإني لو قتلتك بعثمان لكان ذلك إليّ! لأنك ممّن ألّب عليه وأجلب ، وما معك من أمان فتطمئن به ولا عهد فتسكن إليه ، فإذا أتاك كتابي هذا فاخرج إلى المسجد والعن قتلة عثمان! وبايع عاملي ، فقد أعذر من أنذر وأنت بنفسك أبصر ، والسلام.
وكتب إلى عبد الله بن جعفر : أما بعد ، فقد عرفت أثرتي إياك على من سواك ، وحسن رأيي فيك وفي أهل بيتك ، وقد أتاني عنك ما أكره! فإن تبايع تشكر وإن تأب تجبر! والسلام.
وكتب إلى سعيد بن العاص : أما بعد ، فقد أتاني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من إبطاء الناس عن البيعة ولا سيّما بني هاشم ... وقد كتبت إلى رؤسائهم كتبا فسلّمها إليهم وتنجّز منهم جواباتها وابعث بها إليّ حتّى أرى فيهم رأيي! ولتشدّ عزيمتك ولتصلب شكيمتك (١)!
وقال الكشيّ : روي أنّ مروان بن الحكم ، وكان عامل معاوية على المدينة (٢) كتب إليه :
أما بعد : فإن عمرو بن عثمان ذكر : أنّ رجالا من وجوه أهل الحجاز وأهل العراق يختلفون إلى الحسين بن علي. وذكر (عمرو) أنه لا يأمن وثوبه (قال مروان) : وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلاف يومه هذا ، (ولكن) لست آمن أن يكون هذا لما بعده! فاكتب إليّ برأيك في هذا ، والسلام.
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ١٧٨ و ١٧٩.
(٢) وتولية مروان المدينة بعد قتل حجر وعمرو كان في سنة (٥٤) ، انظر تاريخ خليفة : ١٣٧ واليعقوبي ٢ : ٢٣٩.