وكان ذلك يوم عيد النحر (الأضحى) (٨٢ ه) فالتقوا للقتال (١) فقتل من أنصار الحجّاج ثمانية آلاف (٢) فانكشف الحجّاج راجعا حتّى دخل البصرة ، وتبعه ابن الأشعث.
وكان عامل الخراج للحجّاج على البصرة قادان فرّخ فارسيّا فأشار عليه قال : اخرج له عن البصرة ؛ فالبصريون معه إذا شمّوا أولادهم ونساءهم قعدوا عنه!
فقبل الحجّاج مشورته وخرج إلى ناحية طفّ البصرة ، ودخلها ابن الأشعث فكان كما قال الفارسي : قعد عنه عامّة من كان معه من أهل البصرة ، حتّى سمع مناديه يناديهم : أين الذين بايعوا بالرخج؟! وقعد ابن الأشعث على المنبر يتوعّد الذين يتخلّفون عنه توعّدا شديدا!
ثمّ خرج ابن الأشعث فلقي الحجّاج بالزاوية فاقتتلوا قتالا شديدا (٣) ونزل ابن الأشعث بالخريبة وذلك في أوائل سنة (٨٣ ه) فأقاموا يقتتلون نحوا من شهرين! ثمّ بدا لابن الأشعث أن يتغلّب على الكوفة فخرج إليها ليلا بشطر من أصحابه الكوفيّين. وافتقده البصريّون صباحا (٤) بلا خليفة له ، وكان عندهم عبد الرحمان بن العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب الهاشمي فقالوا له : إنّه تركنا ولحق بالكوفة وهذا الفاسق منيخ علينا! فبايعهم وسار إلى الحجّاج بالزاوية فقاتله فهزمه الحجّاج فلحق بالكوفة (٥).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٧٦.
(٢) التنبيه والإشراف : ٢٧٢.
(٣) تاريخ خليفة : ١٧٧.
(٤) التنبيه والإشراف : ٢٧٢.
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٨.