وكان على خراسان ابنا المهلّب : يزيد والمفضّل على هراة ، فلقيهم فهزمهم وأسر ناسا منهم محمّد بن سعد بن أبي وقّاص وبعث به إلى الحجّاج فقتله (١).
قال : وكان قد خرج مع ابن الأشعث خمسمئة من القرّاء كلّهم يرون القتال معه على الحجّاج وبني مروان ، وسمّى خمسا وعشرين رجلا منهم ، منهم من أهل البصرة : الحسن بن أبي الحسن البصري قيل أخرج كرها فلم يقتل ، أخرجه ابن الأشعث لمّا قيل له : إن أحببت أن يقتّلوا حولك كما قتّلوا حول جمل عائشة فأخرجه! ومن أهل الكوفة سعيد بن جبير مولى أسد ، وعامر الشعبي وعبد الرحمان بن أبي ليلى ، والنضر بن أنس بن مالك وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وعطاء بن السائب مولى ثقيف (٢) وسعد مولى حذيفة ، وأبو البختري مولى بني طيء ، وطلبه الباقون منهم يوم دير الجماجم ليؤمّروه عليهم فقال : أنا رجل من الموالي فأمّروا رجلا من العرب! فأمّروا جبلة أو جهم بن زحر بن قيس الجعفي! وكان كثير منهم قد حلقوا رؤوسهم (٣) شعار الشراة الخوارج. وكانت الهزيمة لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الاولى سنة (٨٢ ه) وبعدها في شعبان.
وفي وقعة ظهر المربد آخر المحرّم وأول صفر ، كان مع أبي عمر كثير مولى عنزة بيّاع الكتّان مئتان من الموالي فأتبعهم من قوّاد الحجّاج : سفيان بن الأبرد الكلبي حتّى دخلوا البصرة فقتلهم ثمّ رجع فقتل من لقى منهم أربعمئة أو أكثر (٤).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٧٨ ـ ١٧٩ وفي الإمامة والسياسة ٢ : ٥٠ أنّهم كانوا بقلعة بأرض فارس ، وهو أولى.
(٢) تاريخ خليفة : ١٨١.
(٣) تاريخ خليفة : ١٧٨.
(٤) تاريخ خليفة : ١٨٠ ، ١٨٩.