بعده ، فأمر عمرو الشرطة أن يذهبوا به إلى السجن ، فقام بنو بكر بن وائل وعاقوهم عنه وانطلقوا به إلى أهله. وصعد عمرو المنبر فحصبوه ، فدخل داره.
واجتمع ناس في المسجد قالوا : نؤمّر رجلا إلى أن يجتمع الناس على خليفة ، ثمّ توافقوا على عمر بن سعد! فمضى محمّد بن الأشعث الكندي إلى ابن سعد فجاء به حتّى أصعده المنبر! وجاء الخبر إلى همدان فاجتمع نساؤهم وخرجن مع رجال منهم متقلّدين سيوفهم ، وهنّ يندبن ويبكين حسينا عليهالسلام حتّى دخلوا المسجد وأطافوا بابن سعد وابن الأشعث فأخذ يقول : جاء غير ما كنّا عليه! وانصرفوا. وإنّما كان ابن الأشعث وكندة تقوم بأمر ابن سعد ؛ لأن امّه منهم فهم أخواله.
ثمّ اجتمع جمع من أهل الكوفة على عامر بن مسعود الجمحي ، وكتبوا بذلك إلى ابن الزبير فأقرّه.
وعاد الوافدان إلى البصرة فأعلموا الناس الخبر ، فقال رجال منهم فيما بينهم : أهل الكوفة يخلعونه وأنتم تولّونه وتبايعونه؟! فوثب الناس على ابن زياد فخافهم وخرج من قصره مستجيرا بدار مسعود بن عمرو شيخ الأزد بالبصرة ، فأجاره ومنع الناس عنه ثلاثة أشهر ثمّ استخلف مسعود بن عمرو على البصرة وشايعه رجال منهم إلى الشام (١).
فصلّى بالكوفة عامر الجمحي إلى ثلاثة أشهر ، ثمّ قدم عليهم للصلاة والحرب عبد الله بن يزيد الأنصاري ، وعلى الخراج : إبراهيم بن محمّد بن طلحة التيمي (٢) بعد أن بويع ابن الزبير بالخلافة لسبع أو تسع خلون من شهر رجب (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٥٢٤ ـ ٥٢٥.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٥٣.
(٣) تاريخ خليفة : ١٦٠.