ومرحبا ، ثمّ أجلسه على طنفسته على السرير ثمّ قال : إنّ أمير المؤمنين! أوصاني قبلا بك وهو يقول لك : إنّ هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك وعن صلتك! ثمّ قال له : لعلّ أهلك فزعوا؟! قال : إي والله! فأمر بدابّته فاسرجت فردّه عليها (١).
ولعلّه مختصر الخبر السابق فيه عن الكلبي عن أبي مخنف ، وهو الوحيد المتضمّن لذكر من أتى به عليهالسلام ، وفيه : أنّ مروان ومعه ابنه عبد الملك أراد أن يشكر له عليهالسلام إيواءه أهلهم ، فجاء بعليّ بن الحسين يمشي بينه وبين ابنه عبد الملك حتّى جلسوا عنده كذلك ، ثمّ دعا مروان بماء ليشربوا منه فيتحرّموا به منه فاتي به له فشرب منه يسيرا ثمّ ناوله عليّا عليهالسلام ولكنّه لمّا أمسك بالقدح ليشرب منه قال له مسلم : لا تشرب من شرابنا! فأمسك لا يشربه ولا يضعه ، فقال له : إنّك إنّما جئت (كذا) تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي! وو الله لو كان هذا الأمر إليهما لقتلتك! ولكنّ أمير المؤمنين أوصاني بك ... فذلك نافعك عندي! ثمّ قال له : فإن شئت فاشرب شرابك وإن شئت دعونا لك بغيره. فشربها ، ثمّ قال له : إليّ هاهنا. فأجلسه معه (٢) وهو كما ترى أجمع الأخبار.
وهنا ـ قال المقرّم ـ يسأل عن قعود السجّاد عليهالسلام عن المشاركة مع الثائرين الناقمين على يزيد ، ويجيب عنه (٣) وأكثر منه تحليلا وتفصيلا السيد الحسينيّ الجلالي (٤).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٩٤.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٩٣ عن الكلبي ، عن عوانة ، عن أبي مخنف ، وفيه : وأخبرني (يزيد) أنّك كاتبته! وأراها زيادة من عوانة الأموي النزعة ، منفردا به وبلا إجابة.
(٣) حياة الإمام زين العابدين : ٣٦٧ ـ ٣٦٩.
(٤) في جهاد الإمام السجاد : ٦٧ ـ ٧٢.