وأفاد المفيد : أنّه عليهالسلام بلغه توجّه مسرف بن عقبة إلى المدينة فحفظوا عنه دعاء في ذلك وذكره أكثر ممّا مرّ ثمّ قال : فقدم مسرف بن عقبة المدينة وقيل : لا يريد غير عليّ بن الحسين عليهالسلام فسلم منه وأكرمه وحباه ووصله (١).
وعبّر عن الخبر الحلبي بقوله : انهي إليه عليهالسلام أن مسرفا استعمل على المدينة وأنّه يتوعّده! فجعل يكثر من الدعاء لما اتّصل به عن المسرف. ثمّ ذكر الدعاء ثمّ قال : فلمّا قدم المسرف المدينة (كذا) اعتنقه وقبّل رأسه وجعل يسأل عن حاله وحال أهله وعن حوائجه ، وأمر أن تقدّم له دابّته وعزم عليه أن يركبها فركب وانصرف إلى أهله (٢).
وأفاد المفيد أيضا بأن : جاء الحديث من غير وجه : أنّ مسرف بن عقبة لمّا قدم المدينة (كذا) أرسل إلى عليّ بن الحسين عليهماالسلام فأتاه! فلمّا صار إليه قرّبه وأكرمه وقال له : وصّاني أمير المؤمنين! ببرّك وتمييزك من غيرك! فجزّاه خيرا! ثمّ قال : أسرجوا له بغلتي ، وقال له : انصرف إلى أهلك فإنّي أرى أن قد أفزعناهم! وأتعبناك بمشيك إلينا ، ولو كان بأيدينا ما نقوى به على صلتك بقدر حقّك لوصلناك! فقال له عليّ بن الحسين عليهماالسلام : ما أعذرني للأمير (أي ما أقبلني لقبول عذره) ثمّ ركب.
فقال المرّي لجلسائه : هذا الخير لا شرّ فيه! مع موضعه من رسول الله ومكانه منه (٣). وروى الطبري عن الكلبي عن عوانة قال : لما اتي بعليّ بن الحسين عليهالسلام إلى مسلم قال : من هذا؟! قالوا : هذا عليّ بن الحسين. فقال : أهلا
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ١٥١ ـ ١٥٢.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٧٨ وصحّف بالمشرف!
(٣) الإرشاد ٢ : ١٥٢.