الناس ذلك قالوا : هذا ابن رسول الله بايعه على ما يريد فبايعوه على ما أراد (١)!
بينما جاء في المسعودي : كان عليّ بن الحسين السجاد عليهالسلام قد لاذ بقبر (رسول الله) وهو يدعو ، فاتي به إلى المسرف وهو مغتاظ عليه يبرأ منه ومن آبائه! ولكنّه لمّا أشرف عليه ورآه ارتعد وقام له وأقعده إلى جانبه وقال له : سلني حوائجك ، فلم يسأله في أحد ممّن قدّم إلّا شفّعه فيه ، ثمّ انصرف عنه!
فقيل لمسلم : رأيناك تسبّ هذا الغلام وسلفه فلمّا اتي به إليك رفعت منزلته؟!
فقال : ما كان ذلك لرأي منّي! لقد ملئ قلبي رعبا منه!
وقيل لعليّ عليهالسلام : رأيناك تحرك شفتيك فما الذي قلت؟ قال : قلت : «اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظللن ، والأرضين السبع وما أقللن ، وربّ العرش العظيم ، ربّ محمّد وآله الطاهرين ، أعوذ بك من شرّه وأدرأبك في نحره ، وأسألك أن تؤتيني خيره وتكفيني شرّه» (٢).
هذا ما ذكره أوّلا ، ثمّ قال ثانيا : وبايع من بقي على أنّهم قنّ ليزيد ... غير عليّ بن الحسين بن عليّ عليهمالسلام لأنّه لم يدخل فيما دخل فيه أهل المدينة. وعليّ بن عبد الله بن العباس فإنّ أخواله من كندة في جيش مسلم منعوه (٣) وقد مرّ عن الطبري عن الكلبي عن الأزدي عن حبيب بن كرّة الراوي الأموي : أنّ يزيد استوصى المرّي به خيرا وقال له : فإنّه لم يدخل في شيء ممّا دخلوا فيه. وقد كان عليّ بن الحسين لا يعلم بشيء ممّا أوصى به يزيد (٤) فلا ينافي ما رواه المسعودي من دعائه وإجابته عليهالسلام.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥١.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٧٠ ـ ٧١.
(٣) التنبيه والإشراف : ٢٦٤.
(٤) تاريخ الطبري ٥ : ٤٨٥ ، وانظر التعليق السابق عليه.