وأخوك الليلة فإنّي قد أتيتكم بكلّ ما تحبّون. ثمّ مضى إلى باب الفيل فأناخ راحلته ودخل المسجد فقام إلى جنب سارية من سواري المسجد فصلّى النوافل حتّى اقيمت الصلاة فصلّى (بصلاة عامر بن مسعود الجمحي) ثمّ صلّى النوافل حتّى صلّى العصر ثمّ انصرف حتّى مرّ على حلقة همدان فقال لهم : أبشروا فإنّي قد قدمت عليكم بما يسرّكم. ثمّ مضى حتّى نزل داره.
وأتاه عبيدة بن عمرو البدّي الكندي وإسماعيل بن كثير من بني هند فسألهما عن حال «الشيعة».
فقالا له : إنّهم قد اجتمعوا لسليمان بن صرد الخزاعي فهو لا يلبث كثيرا حتّى يخرج.
فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّ «المهديّ ابن الوصيّ» : محمد بن علي (ابن الحنفية) بعثني إليكم أمينا ووزيرا ومنتخبا وأميرا ، وأمرني بقتال الملحدين والطلب بدماء أهل بيته ، والدفع عن الضعفاء.
ثمّ أخذ يبعث إلى «الشيعة» فيقول لهم : إنّي قد جئتكم من قبل «وليّ الأمر» ومعدن الفضل ، و «وصيّ الوصي والإمام المهدي» بأمر فيه الشفاء وكشف الغطاء وقتل الأعداء وتمام النعماء! فأنا إنما أعمل على مثال قد مثّل لي وأمر قد بيّن لي ، فيه عزّ وليكم وقتل عدوّكم وشفاء صدوركم ، فاسمعوا منّي قولي وأطيعوا أمري ، ثمّ أبشروا وتباشروا ، فإنّي لكم بكلّ ما تأملون خير زعيم. وإنّ سليمان بن صرد يرحمنا الله وإيّاه إنّما هو يابس من الهزال ليس بذي تجربة للأمور ولا له علم بالحروب ، فهو إنّما يريد أن يخرجكم فيقتل نفسه ويقتلكم (١)!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٥٧٨ ـ ٥٨٠.