الكندي ، وصالح بن وهب اليزني ، والقشعم بن عمرو الجعفي الهمداني ، وعبد الرحمان الجعفي الهمداني. فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرّضهم حتّى أحاطوا بالحسين عليهالسلام إحاطة (١)!
فخرج إليهم عبد الله بن الحسن بن عليّ عليهماالسلام وهو غلام لم يراهق بعد ، خرج من بين النساء يشتدّ إلى عمّه الحسين عليهالسلام ولحقته عمّته زينب ابنة عليّ عليهماالسلام لتحبسه ، ورآهما الحسين عليهالسلام فناداها : احبسيه يا اختي ، فأرادت ذلك فقال : والله لا افارق عمّي وأبى وامتنع امتناعا شديدا ، واشتدّ حتّى وقف إلى جانب عمّه الحسين عليهالسلام وأهوى بحر بن كعب التميمي إلى الحسين عليهالسلام بالسيف ، فصاح به الغلام : ويلك يابن الخبيثة! أتقتل عمّي! واتّقى ضربة سيفه بيده ، وأهوى بحر بسيفه فأصاب يد الغلام فأطنّها إلى الجلدة فإذا يده معلّقة! ونادى الغلام : يا امّتاه! فضمّه عمّه الحسين عليهالسلام إلى صدره وقال له : يابن أخي : اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين : رسول الله وعليّ بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن بن عليّ صلّى الله عليهم أجمعين! ثمّ رفع الحسين عليهالسلام يده وقال : اللهمّ أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض! اللهمّ فإن متّعتهم إلى حين ففرّقهم تفريقا واجعلهم طرائق قددا ؛ ولا ترض عنهم الولاة أبدا! فإنّهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا (٢).
ولقد مكث طويلا من النهار ولو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا ، ولكنّهم كان يتّقي بعضهم ببعض ، ويحبّ هؤلاء أن يكفيهم أولئك! ومكث طويلا من النهار كلما انتهى إليه من الناس رجل انصرف عنه وكره أن يتولّى قتله وعظيم إثمه عليه!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٠ عن أبي مخنف.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٠ ـ ٤٥١ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ١١٠.