بما قال له. ثمّ لبث مروان بعد ما قال لخالد ذلك ليالي ثمّ جاء إلى امّ خالد فرقد عندها ، فأمرت جواريها فطوين عليه الدواشك (الفرش) حتّى قتلنه ، ثمّ خرجن يشقّقن جيوبهن ويصرخن : يا أمير المؤمنين (١)!
وقال اليعقوبي : إن خالدا لما أخبرها مغضبا قالت له : والله لا يشرب البارد بعدها! ثمّ صيّرت له سمّا في لبن فلمّا دخل إليها سقته منه. أو : وضعت وسادة على وجهه حتّى قتلته ، قيل : قبل أن يبرح من الصّنّبرة في الأردن ، وقيل : بل بدمشق وبها دفن (٢).
وقال المسعودي : دخل خالد على امّه وشكى إليها ما قاله له وقبّح لها تزوّجها بمروان! فقالت له : لا يعيبك بعدها! فمنهم من قال : إنّها وضعت وسادة على متنفّسه وقعدت عليها حتّى مات ، ومنهم من قال : إنّها أعدّت له لبنا مسموما فلمّا دخل عليها ناولته إياه فشرب ، فلما استقرّ في جوفه وقع يجود بنفسه وأمسك لسانه!
وحضره ولده وفيهم عبد الملك فجعل مروان يشير إلى امّ خالد أنّها قتلته ، وجعلت امّ خالد تقول : بأبي أنت وامي يوصيكم بي! حتّى هلك في أوّل شهر رمضان سنة (٦٥ ه) وله ٦٣ سنة (٣) ، وخالفه عمرو بن سعيد الأشدق فشرط له عبد الملك أن لا يقطع شيئا دونه ولا ينفّذ أمرا إلّا بمحضره ، وأن يستخلفه بعده ، فبايعه على ذلك (٤)!
__________________
(١) الإمامة والسياسة ٢ : ١٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥٧.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٨٩.
(٤) الإمامة والسياسة ٢ : ١٧.