١٤٠٥ ـ ولا بالّذي إن بان عنه حبيبه |
|
يقول ـ ويخفي ـ الصّبر ـ إنّي لجازع (١) |
وقال الآخر : [الطويل]
١٤٠٦ ـ وإن بعدوا لا يأمنون اقترابه |
|
تشوّف أهل الغائب المتنظّر (٢) |
وقال الآخر : [الطويل]
١٤٠٧ ـ فإن كان لا يرضيك حتّى تردّني |
|
إلى قطريّ لا إخالك راضيا (٣) |
وقال الآخر : [البسيط]
١٤٠٨ ـ إن يسألوا الخير يعطوه وإن خبروا |
|
في الجهد أدرك منهم طيب أخبار (٤) |
قال شهاب الدين (٥) : «هكذا ساق هذا البيت في جملة الأبيات الدالة على رفع المضارع ، ويدل على ذلك أنه قال ـ بعد إنشاده هذه الأبيات كلّها ـ : فهذا الرفع ـ كما رأيت ـ كثير».
وهذا البيت ليس من ذلك ؛ لأن المضارع فيه مجزوم ـ وهو يعطوه ـ وعلامة جزمه سقوط النون فكان ينبغي أن ينشده حين أنشد : دسّت رسولا ، وقوله : «تعال فإن عاهدتني».
وقال : فهذا الرفع كثير ـ كما رأيت ـ ونصوص الأئمة على جوازه في الكلام ـ وإن اختلفت تأويلاتهم كما سنذكره ـ وقال صاحبنا أبو جعفر أحمد بن عبد النور بن رشيد المالقي ـ وهو مصنف كتاب رصف المباني ـ رحمهالله ـ : لا أعلم منه شيئا جاء في الكلام ، وإذا جاء فقياسه الجزم ؛ لأنه أصل العمل في المضارع ـ تقدم الماضي أو تأخّر ـ وتأوّل هذا المسموع على إضمار الفاء ، وجملة مثل قول الشاعر : [الرجز]
١٤٠٩ ـ ............ |
|
إنّك إن يصرع أخوك تصرع (٦) |
__________________
(١) ينظر شرح الأشموني ٣ / ٥٨٥ والدر المصون ٢ / ٦٦.
(٢) البيت لعروة بن الورد ينظر ديوانه ص ٣٧ والبحر المحيط ٢ / ٤٤٦ والحماسة ١ / ٢٣٨ وجمهرة أشعار العرب ص ٥٤ والأصمعيات ص ٤٦ والدر المصون ٢ / ٦٦.
(٣) البيت لسوار بن المضرب ينظر شرح التصريح ١ / ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٥١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٧٩ ، وشرح المفصل ١ / ٨٠ والخصائص ٢ / ٤٣٣ وشرح الأشموني ١ / ١٦٩ ، والمحتسب ٢ / ١٩٢ والدر المصون ٢ / ٦٦.
(٤) البيت لعبيد بن العرندس ـ ينظر البحر المحيط ٢ / ٤٤٦ وديوان الحماسة ٤ / ١٥٩٣ والحيوان ٢ / ٢٦٥ ورغبة الآمل ٢ / ٦ والتنبيه على أوهام أبي علي في أماليه ص ٧٩ وحاشية الشهاب ٣ / ١٧ والكامل ١ / ٩ ، ومعجم الشعراء ص ٣٠٦ والدر المصون ٢ / ٦٦.
(٥) ينظر : الدر المصون ٢ / ٦٦.
(٦) عجز بيت لجرير وصدره :
يا أقرع بن حابس يا أقرع
ينظر الكتاب ٣ / ٦٧ وشواهد المغني (٧٩٧) وابن يعيش ٨ / ١٥٨ والمغني ٢ / ٥٥٣ والخزانة ٣ / ٣٩٦ ـ