وعليه ما أنشده الفراء قوله : [الطويل]
١٤٣١ ـ بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة |
|
أتتك من الحجّاج يتلى كتابها (١) |
الثالثة : أبشر ـ رباعيا ـ وعليه قراءة بعضهم «يبشرك» ـ بضم الياء.
ومن التبشير قول الآخر : [الكامل]
١٤٣٢ ـ يا بشر حقّ لوجهك التّبشير |
|
هلّا غضبت لنا وأنت أمير؟ (٢) |
وقد أجمع على مواضع من هذه اللغات نحو (فَبَشِّرْهُمْ). (وَأَبْشِرُوا) [فصلت : ٣٠] ، (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) [هود : ٧١]. قالوا : (بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ). فلم يرد الخلاف إلا في المضارع دون الماضي.
وقد تقدم معنى البشارة واشتقاقها في سورة البقرة.
قوله : (بِيَحْيى) متعلق ب (يُبَشِّرُكَ) ولا بد من حذف مضاف ، أي : بولادة يحيى ؛ لأن الذوات ليست متعلقة للبشارة ، ولا بد في الكلام من حذف معمول قاد إليه السياق ، تقديره : بولادة يحيى منك ومن امرأتك ، دلّ على ذلك قرينة الحال وسياق الكلام.
و «يحيى» فيه قولان :
أحدهما ـ وهو المشهور عند المفسّرين ـ : أنه منقول من الفعل المضارع وقد سمّوا بالأفعال كثيرا ، نحو يعيش ويعمر ويموت.
قال قتادة : «سمّي (يحيى) لأن الله أحياه بالإيمان».
وقال الزّجاج : «حيي بالعلم» وعلى هذا فهو ممنوع من الصرف للعلميّة ووزن الفعل ، نحو يزيد ويشكر وتغلب.
والثاني : أنه أعجميّ لا اشتقاق له ـ وهو الظاهر ـ فامتناعه للعلمية والعجمة الشخصية.
وعلى كلا القولين يجمع على «يحيون» بحذف الألف وبقاء الفتحة تدلّ عليها.
وقال الكوفيون : إن كان عربيّا منقولا من الفعل فالأمر كذلك ، وإن كان أعجميا ضمّ ما قبل الواو ، وكسر ما قبل الياء ؛ إجراء له مجرى المنقوص ، نحو جاء القاضون ، ورأيت القاضين ، نقل هذا أبو حيّان عنهم. ونقل ابن مالك عنهم أن الاسم إن كانت ألفه زائدة ضمّ ما قبل الواو ، وكسر ما قبل الياء ، نحو : جاء حبلون ورأيت حبلين ، وإن كانت أصلية نحو دجون وجب فتح ما قبل الحرفين.
__________________
(١) تقدم برقم ١٠٢.
(٢) البيت لجرير بن عطية ينظر ديوانه ص ٣٦٨ والبحر ٢ / ٤٦٥ وجامع البيان ٦ / ٤٧٠ والدر المصون ٢ / ٨٣.