والكثير الشعر ، والطويل اللحية ـ ولا تفرد هذه الزيادة عن النسب أما إذا نسبوا إلى الرقبة والشعر واللحية ـ من غير مبالغة : قالوا : : رقبيّ وشعريّ ولحويّ.
الثاني : قال المبرّد : الربانيون : أرباب العلم ، منسوب إلى ربّان ، والربان : هو المعلّم للخير ، ومن يوسوس للناس ويعرّفهم أمر دينهم ، فالألف والنون والتاء على زيادة الوصف ، كهي في عطشان وريان وجوعان ووسنان ، ثم ضمت إليه ياء النسب ـ كما قيل : لحيانيّ ورقبانيّ ـ وتكون النسبة ـ على هذا ـ في الوصف نحو أحمري ، قال : [الرجز]
١٥٢٨ ـ أطربا وأنت قنّسريّ |
|
والدّهر بالإنسان دوّاري (١) |
وقال سيبويه : زادوا ألفا ونونا في الربانيّ ؛ لأنهم أرادوا تخصيصا بعلم الرّبّ دون غيره من العلوم ، وهذا كما يقال : شعرانيّ ولحيانيّ ورقبانيّ.
قال الواحديّ : فعلى قول سيبويه الرباني منسوب إلى الربّ مأخوذ من التربية.
وفي التفسير : كونوا فقهاء ، علماء ، عاملين. قاله عليّ وابن عباس (٢) والحسن.
وقال قتادة : حكماء ، علماء (٣) وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : فقهاء ، معلمين(٤).
وقال عطاء : علماء ، حكماء ، نصحاء لله في خلقه (٥).
وقيل : الرّبّانيّ : الذي يربّي الناس بصغار العلم قبل كباره.
وقال سعيد بن جبير : الرباني : العالم الذي يعمل بعلمه (٦).
وقيل : الربانيون فوق الأحبار ، والأحبار : العلماء ، والربانيون : الذين جمعوا مع العلم البصارة لسياسة الناس ، ولما مات ابن عبّاس قال محمد بن الحنفية : اليوم مات ربّانيّ هذه الأمة.
وقال ابن زيد : الربانيّ : هو الذي يربّ النّاس ، والربانيون هم : ولاة الأمة والعلماء ، وذكروا هذا ـ أيضا ـ في قوله تعالى : (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ) [المائدة : ٦٣] أي : الولاة والعلماء ، وهما الفريقان اللذان يطاعان.
__________________
(١) البيت للعجاج. ينظر ديوانه (١ / ٤٨٠) والكتاب ١ / ٢٣٨ والمخصص ١ / ٤٥ والمحتسب ١ / ٣١٠ وابن الشجري ١ / ١٦٢ وابن يعيش ٣ / ١٣٩ والخزانة ١١ / ٢٧٤ والدرر ١ / ١٦٥ والهمع ١ / ١٩٢ والمنصف ٢ / ١٧٩ والأشموني ٤ / ٢٠٣ والمغني ١ / ١٨ وديوان الحماسة ٤ / ١٨٨٨ وفقه اللغة ص ٧٥ وإعراب ثلاثين سورة ص ١٩ واللسان (قنس) والمقرب (ص ٤٠٨) والدر المصون ٢ / ١٤٧.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٥٤٢) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٨٣) وزاد نسبته لابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٥٤٠) عن أبي رزين.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٥٤٢) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.
(٥) ذكره أبو حيان في «البحر المحيط» (٢ / ٥٣٠) عن عطاء.
(٦) انظر المصدر السابق.