والعضّ كله بالضاد ، إلا في قولهم : عظّ الزمان ـ أي : اشتد ـ وعظت الحرب ، فإنهما بالظاء ـ أخت الطاء ـ.
قال الشاعر : [الطويل]
١٥٩٧ ـ وعظّ زمان ـ يابن مروان لم يدع |
|
من المال إلّا مسحتا أو مجلّف (١) |
قال شهاب الدين : «وقد رأيته بخط جماعة من الفضلاء : وعضّ زمان ـ بالضاد».
والعضّ ـ بضم الفاء ـ علف من نوى مرضوض وغيره ، ومنه : بعير عضاضيّ ـ أي : سمين ـ كأنه منسوب إليه ، وأعضّ القوم ـ إذا أكلت إبلهم ذلك ، والعضّ ـ بكسر الفاء ـ الرجل الداهية ، كأنهم تصوروا عضّه وشدته.
وزمن عضوض ـ أي : جدب ، والتّعضوض : نوع من التمر ، سمّي بذلك لشدة مضغه وصعوبته.
والأنامل : جمع أنملة ـ وهي رؤوس الأصابع.
قال الرّماني : واشتقاقها من النمل ـ هذا الحيوان المعروف ـ شبهت به لدقتها ، وسرعة تصرفها وحركتها ، ومنه قالوا للنمام : «نمل ومنمل» لذلك.
قال الشاعر : [المتقارب]
١٥٩٨ ـ ولست بذي نيرب فيهم |
|
ولا منمش فيهم منمل (٢) |
وفي ميمها الضم والفتح.
والغيظ : مصدر غاظه ، يغيظه ـ أي : أغضبه ـ. وفسره الراغب (٣) بأنه أشد الغضب ، قال : وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثوران دم قلبه. وإذا وصف به الله تعالى ، فإنما يراد به الانتقام. والتغيظ : إظهار الغيظ ، وقد يكون مع ذلك صوت ، قال تعالى : (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) [الفرقان : ١٢] ، والجملة من قوله : (وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ) معطوفة على (تُحِبُّونَهُمْ ،) ففيها ما فيها من الأوجه المعروفة.
قال الزمخشري : والواو في (وَتُؤْمِنُونَ) للحال ، وانتصابها من (وَلا يُحِبُّونَكُمْ) أي : لا يحبونكم والحال أنكم تؤمنون بكتابكم كله ، وهم ـ مع ذلك ـ يبغضونكم ، فما بالكم تحبونهم ، وهم لا يؤمنون بشيء من كتابكم.
قال أبو حيان (٤) : «وهو حسن ، إلا أن فيه من الصناعة النحوية ما يخدشه ، وهو أنه
__________________
(١) تقدم.
(٢) ينظر البيت في الدرر ٦ / ١٦٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٦٩ ، ولسان العرب (نمش) ، ومغني اللبيب ٢ / ٤٧٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٤٢ ، والدر المصون ٢ / ١٩٨.
(٣) ينظر : المفردات ٢٨٢.
(٤) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٣.