« مدبوغة هي؟ » قلت : نعم ، قال : « ليس به بأس » (١).
ومنها الخبر المروي عن قرب الإسناد : عن جلود السباع وبيعها وركوبها أيصلح ذلك؟ قال : « لا بأس ما لم يسجد عليها » (٢).
وقريب منهما النصوص الدالّة على جواز اتّخاذ جلودها وركوبها (٣) ؛ لدلالتها على كونها قابلة للتذكية ، لإفادتها جواز الانتفاع بجلودها لطهارتها ، فيجوز بيعها وشراؤها.
خلافاً لمن تقدّم ، فخصّوا الجواز بما مرّ ، وإن اختلفوا في المختصّ به ، فبين من جعله الفهد خاصّة ، وهو الخلاف والنهاية (٤) ، لكن بزيادة الهرّة ، ومن ألحق به سباع الطير ، وهو المفيد (٥).
وهنا قولان آخران ، أحدهما المنع عن السباع مطلقاً ، كما عن العماني والديلمي (٦).
والآخر إباحة الجميع إلاّ ما لا ينتفع به ، كالسبع والذئب ، كما عن المبسوط (٧).
ومستند كلّ ذلك غير واضح ، وعلى تقديره فلما مرّ غير مكافئ ، ودعوى عدم الانتفاع بنحو السبع والذئب مطلقاً ممنوعة.
__________________
(١) الكافي ٥ : ٢٢٧ / ٩ ، التهذيب ٦ : ٣٧٤ / ١٠٨٧ ، الوسائل ١٧ : ١٧٢ أبواب ما يكتسب به ب ٣٨ ح ١ ؛ بتفاوت.
(٢) قرب الإسناد : ٢٦١ / ١٠٣٢ ، الوسائل ١٧ : ١٧٢ أبواب ما يكتسب به ب ٣٧ ح ٥ عن مسائل علي بن جعفر : ١٨٩ / ٣٨٢.
(٣) منها : ما ورد في الوسائل ٢٤ : ١١٤ أبواب الأطعمة المحرّمة ب ٣ ح ٤.
(٤) لم نجده في الخلاف وحكاه عنه في المهذب البارع ٢ : ٣٥١ ، النهاية : ٣٦٤.
(٥) المقنعة : ٥٨٩.
(٦) حكاه عن العماني في المختلف : ٣٤٠ ، الديلمي في المراسم : ١٧٠.
(٧) المبسوط ٢ : ١٦٦.