ومن هنا يظهر الأصل في المسألة في الجملة ، ويتمّ ذلك بعدم القول بالفرق بين الطائفة ؛ مضافاً إلى عدم الخلاف فيها مطلقاً ، بل وعليه الإجماع عن ظاهر المنتهى (١) ، مع أنّ فيه نوع إعانة على الإثم ، ووجوه الفساد الواجب دفعها من باب النهي عن المنكر.
( وتعلّم السحر ) وعرّف تارة : بكلام أو كتابة يحدث بسببه ضرر على من عمل له في بدنه أو عقله ، ومنه عقد الرجل عن حليلته ، وإلقاء البغضاء بينهما ، فقد قال الله تعالى ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) (٢).
وفي المروي عن الاحتجاج : « ومن أكبر السحر النميمة يفرّق بها بين المتحابّين ، ويجلب العداوة بين المتصادقين » (٣) الحديث.
وقيل : ومنه استخدام الملائكة والجنّ ، واستنزال الشياطين في كشف الغائبات وعلاج المُصاب ، واستحضارهم وتلبّسهم ببدن صبي أو امرأة وكشف الغائبات على ذلك (٤).
وأُخرى : بأنّه عمل يستفاد منه حصول ملكة نفسانيّة يقتدر بها على أفعال غريبة وأسباب خفيّة.
وأُخرى : بوجه يدخل فيه علم الطلسمات والنيرنجات وغير ذلك ، وذلك أن يقال : هو استحداث الخوارق ، إمّا بمجرّد التأثيرات النفسانية وهو السحر ، أو بالاستعانة بالفلكيّات فقط وهو دعوة الكواكب ، أو على تمزيج
__________________
(١) المنتهى ٢ : ١٠١٣ ، وحكاه عنه في الحدائق ١٨ : ١٤١.
(٢) البقرة : ١٠٢.
(٣) الاحتجاج : ٣٤٠.
(٤) قال به الشهيد الثاني في المسالك ١ : ١٦٦.