وفي الثاني خطاباً للأمير عليهالسلام حين وجّه إلى المدينة : « لا تدع صورة إلاّ محوتها ، ولا قبراً إلاّ سوّيته ، ولا كلباً إلاّ قتلته » (١).
وضعفهما بالجوهري وصاحبه في الأوّل ، والنوفلي والسكوني في الثاني يمنع من العمل بهما ، وإن تأيّدا بالمستفيضة المعرِبة عن عدم نزول الملائكة بيتاً تكون فيه التماثيل والصورة ، كالخبر : « إنّ جبرئيل عليهالسلام قال : إنّا لا ندخل بيتاً فيه صورة يعني صورة إنسان ولا بيتاً فيه تماثيل » (٢) لظهورها كسياق الثاني في الكراهة.
ومع ذلك هما غير صريحي الدلالة ، فيحتملان التقييد بمفاهيم ما قدّمناه من المعتبرة ، أو إبقاءهما على ظاهرهما مع الحمل على الكراهة.
( والغناء ) وهو مدّ الصوت المشتمل على الترجيح المطرب ، أو ما يسمّى في العُرف غناء وإن لم يطرب ، سواء كان في شعر أو قرآن أو غيرهما ، على الأصح الأقوى ، بل عليه إجماع العلماء ، كما حكاه بعض الأجلاّء (٣) ؛ وهو الحجة.
مضافاً إلى الصحيح المستفيضة وغيرها من المعتبرة ، المروية جملة منها في الكافي في بابه في كتاب الأشربة (٤) ، وجملة اخرى منها في باب كسب المغنيّة من كتاب المعيشة (٥).
__________________
(١) الكافي ٦ : ٥٢٨ / ١٤ ، المحاسن : ٦١٣ / ٣٤ ، الوسائل ٥ : ٣٠٦ أبواب أحكام المساكن ب ٣ ح ٨.
(٢) الكافي ٦ : ٥٢٧ / ٣ ، الوسائل ٥ : ١٧٥ أبواب مكان المصلي ب ٣٣ ح ٢.
(٣) انظر مجمع الفائدة ٨ : ٥٩ و ٦١ ، والحدائق ١٨ : ١٠١.
(٤) الكافي ٦ : ٤٣١.
(٥) الكافي ٥ : ١١٩.