فإنّ لهم في ذلك مقالاً » (١).
والرواية السابقة ناصّة بإرادة هذه الطائفة من الآية المتقدمة ، ولذا استدلّ بها هنا جماعة كالشهيد في الدروس تبعاً للفاضل في المنتهى (٢).
لكن خطّأه الفاضل المقداد في كنز العرفان ، قال : فإنّ الباغي هو من خرج على الإمام العادل بتأويل باطل وحاربه ، وهو عندنا كافر ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام « يا علي ، حربك حربي وسلمك سلمي » (٣) فكيف يكون الباغي المذكور مؤمناً حتّى يكون داخلاً في الآية؟! ولا يلزم من ذكر لفظ البغي في الآية أن يكون المراد بذلك البغاة المعهودين عند أهل الفقه كما قال الشافعي : ما عرفنا أحكام البغاة إلاّ من فعل علي عليهالسلام ، يريد فعله في حرب البصرة والشام والخوارج ، من أنّه لم يتبع مدبري أهل البصرة والخوارج ولم يجهز على جريحهم ، لأنهم ليس لهم فئة ، وتبع مدبري أهل الشام وأجهز على جريحهم ، ولذا لم يجعلها الراوندي حجة على قتال البغاة ، بل جعلها في قسم مَن يكون من المسلمين أو المؤمنين ، فيقع بينهم قتال وتعدى بعض إلى بعض ، فيكون البغي بمعنى التعدي فيقاتل المتعدي حتى يرجع عن تعدّيه إلى طاعة الله وامتثال أوامره. انتهى (٤).
وأجاب عنه في المنتهى بعد تخطئة من استفاد مِن الآية أن البغاة مؤمنون لأنّ الله تعالى سمّاهم المؤمنين ، بنحو ممّا ذكره من أنّهم كفّار عندنا فقال : التسمية على سبيل المجاز بناءً على الظاهر ، أو على ما كانوا عليه ،
__________________
(١) علل الشرائع : ٦٠٣ / ٧١ ، الوسائل ١٥ : ٨٠ أبواب جهاد العدو ب ٢٦ ح ٣.
(٢) الدروس ٢ : ٤١ ، المنتهى ٢ : ٩٠٣.
(٣) أمالي الصدوق : ٨٦ ، كنز الفوائد ٢ : ١٧٩ ، البحار ٢٤ : ٢٦١ / ١٥.
(٤) كنز العرفان ١ : ٣٨٦.