وفي الخاصّي الصادقي عليهالسلام « بعث الله تعالى محمداً بخمسة أسياف ، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلاّ أن ( تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ) » إلى أن قال : « وسيف منها مكفوف ، وسيف منها مغمود سلّه إلى غيرنا وحكمه إلينا » إلى أن قال : « وأما السيف المكفوف على أهل البغي والتأويل ، قال الله تعالى » وذكر الآية ، ثم قال : « فلمّا نزلت قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فسئل عليهالسلام من هو؟ قال : هو خاصف النعل يعني أمير المؤمنين عليهالسلام.
فقال عمار بن ياسر : قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثاً ، وهذه الرابعة ، والله لو ضربونا حتّى يبلغونا السعفات من هَجَر لعلمنا أنّا على الحق وأنّهم على الباطل.
وكانت السيرة من أمير المؤمنين عليهالسلام ما كان من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أهل مكّة يوم فتح مكّة ، فإنّه لم يَسْبِ لهم ذرّية وقال : من أغلق بابه وألقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، وكذلك قال أمير المؤمنين عليهالسلام فيهم : لا تسبوا لهم ذريّةً ، ولا تتمّوا على جريح ، ولا تتبعوا مدبراً ، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن » (١).
وفي آخر : « القتال قتالان ، قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا ، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا » (٢).
وفي ثالث : « ذكرت الحرورية عند علي عليهالسلام ، قال : إن خرجوا على إمام عادل أو جماعة فقاتلوهم ، وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم ،
__________________
(١) الكافي ٥ : ١٠ / ٢ ، التهذيب ٦ : ١٣٦ / ٢٣٠ ، الخصال : ٢٧٤ / ١٨ ، الوسائل ١٥ : ٢٥ أبواب جهاد العدو ب ٥ ح ٢.
(٢) الخصال : ٦٠ / ٨٣ ، الوسائل ١٥ : ٢٨ أبواب جهاد العدو ب ٥ ح ٥.