حتّى لا يجد (١) ذلاًّ لما أُخذ منه ، فيألم لذلك فيسلم » (٢).
ومع ذلك ( فإنّه أنسب بالصغار ) كما استفيد من الصحيح المزبور ، وصرّح به الحلّي ، فقال بعد أن ذكر اختلاف المفسرين في تفسير الصغار ـ : والأظهر أنّه التزام أحكامنا عليهم وإجراؤها ، وألاّ يقدر الجزية فيوطّن نفسه عليها ، بل يكون بحسب ما يراه الإمام عليهالسلام بما يكون معه ذليلاً صاغراً خائفاً ، فلا يزال كذلك غير موطّن نفسه على شيء ، فحينئذٍ يتحقق الصغار الذي هو الذلّة. ثمّ قال : وذهب المفيد إلى أنّ الصغار هو : أن يأخذهم الإمام بما لا يطيقون حتى يسلموا ، وإلاّ فكيف يكون صاغراً وهو لا يكترث بما يؤخذ منه فيسلم (٣).
خلافاً للإسكافي ، فقدّرها في طرف القلّة ، بأنه لا تؤخذ من كلّ كتابي أقلّ من دينار ، ووافق المختار في طرف الكثرة (٤) ؛ للنبوي العامي : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر معاذاً أن يأخذ من كلّ حالِم ديناراً (٥).
( و ) لنادرٍ غير معروف ، فقدّرها بما في بعض الأخبار المشهورة بين الخاصّة والعامّة من أنّه ( كان عليّ عليهالسلام يأخذ من الغنيّ ثمانية وأربعين درهماً ، ومن المتوسط أربعة وعشرين درهماً ، ومن الفقير اثني عشر درهماً ) (٦).
__________________
(١) في المصادر عدا الوسائل : حتى يجد.
(٢) الكافي ٣ : ٥٦٦ / ١ ، الفقيه ٢ : ٢٧ / ٩٨ ، التهذيب ٤ : ١١٧ / ٣٣٧ ، الإستبصار ٢ : ٥٣ / ١٧٦ ، الوسائل ١٥ : ١٤٩ أبواب جهاد العدو ب ٦٨ ح ١.
(٣) السرائر ١ : ٤٧٣.
(٤) كما نقله عنه في المختلف : ٣٣٤.
(٥) سنن البيهقي ٩ : ١٩٣.
(٦) المقنعة : ٢٧٢ ، الوسائل ١٥ : ١٥٣ أبواب جهاد العدو ب ٦٨ ح ٧.