والكرم ، لا من حيث ظنوا أن العدل أوجبه ، وأنه لو لم يفعل لكان ظالماً » (١)
يلاحظ عليه : إن إيجابه من باب الجود والكرم يختص باللطف الراجع إلى آحاد المكلفين ، لا ما يرجع إلى تجسيد غرض الخلقة أو غرض التكليف عند الأكثرية الساحقة من المكلفين ، كما عرفت .
ثم إن المراد من وجوب اللطف على الله سبحانه ، ليس ما يتبادر إلى اذهان السطحيين من الناس ، من حاكمية العباد على الله ، مع أن له الحكم والفصل ، بل المراد إستكشاف الوجوب من أوصافه تعالى ، فإن أفعاله مظاهر لأوصافه تعالى ، كما أن أوصافه مظاهر لذاته تبارك وتعالى .
فإذا علمنا ـ بدليل عقلي قاطع ـ أنه تعالى حكيم ، استتبع ذلك واستلزم العلم بأنه لطيف بعباده ، حيثما يبطل غرض الخلقة أو غرض التكليف ، لو لا اللطف .
* * *
__________________
(١) اوائل المقالات ، ص ٢٥ ـ ٢٦