الشرك ، وإني لأرجو أن لا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثوابا عند الله من ثوابه لي في جهاد المشركين! ثمّ دخل داره إلى امرأته امّ وهب وأخبرها بما سمع ثمّ أعلمها بما يريد ، فقالت له : أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك! افعل وأخرجني معك ، فلمّا كان الليل خرج وأخرجها معه حتّى التحق بالحسين عليهالسلام.
وكان لزياد بن أبيه مولى يدعى يسار ، ولابن زياد مولى يدعى سالم ، وكانا قد خرجا مع ابن سعد ، ومعه مولاه ذويد وقد أعطاه رايته ، فناداه وقال : أدن رايتك ، أي قدّمها ، فقدّمها وتقدّم معها ابن سعد ثمّ وضع سهما في كبد قوسه ورمى وقال : اشهدوا أنّي أوّل من رمى! فترامى الرّماة ، إعلاما ببدء القتال.
ثمّ خرج يسار وسالم وقالا : من يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم. فوثب حبيب بن مظاهر الأسدي وبرير بن حضير الهمداني ليبارزاهما ، فلم يأذن لهما الإمام عليهالسلام. فقام عبد الله بن عمير الكلبي وقال : يا أبا عبد الله رحمك الله ، ائذن لي فلأخرج إليهما. وكان رجلا طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين ، فقال الحسين : إنّي لأحسبه قتّالا للأقران ، إن شئت فاخرج. فخرج إليهما.
فقالا : ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن حضير ، فقال الكلبي ليسار! يابن الزانية! وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس؟ ولا يخرج إليك أحد من الناس إلّا وهو خير منك! ثمّ شدّ عليه فضربه بسيفه ، فشدّ عليه سالم حتّى غشيه فبدره بضربة ، فاتّقاه الكلبي بيساره فأطار أصابعه ، ثمّ مال عليه الكلبي فضربه فقتله ، وعاد وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن كلب |
|
حسبي بيتي في عليم حسبي |
إنّي امرؤ ذو مرّة وعضب |
|
ولست بالخوّار عند النكب |
إنّي زعيم لك امّ وهب |
|
بالطعن فيهم مقدما والضّرب |
ضرب غلام مؤمن بالربّ |