«أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا اعرّفه بنفسي : أنا عليّ بن الحسين ، أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير» ثمّ قال : وهي خطبة طويلة كرهت الإكثار بذكرها ونظائرها (١) ونقلها الحلبي عن الأوزاعي في الكتاب الأحمر : أنّه لما نزل الخطيب قام عليّ بن الحسين فقال (٢) وذكرها الخوارزمي أنّه قال :
أيّها الناس! أعطينا ستّا وفضّلنا بسبع :
اعطينا : العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبّة في قلوب المؤمنين.
وفضّلنا : بأنّ منّا النبيّ المختار محمّدا صلىاللهعليهوآله ، ومنّا الصدّيق ، ومنّا الطيّار ، ومنّا أسد الله وأسد الرسول ، ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنّا سبطا هذه الأمّة وسيّدا شباب أهل الجنة.
أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي :
أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حجّ ولبّى ، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء ، أنا ابن من اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أسرى! أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلّى فكان من ربّه قاب قوسين أو أدنى! أنا ابن من صلّى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى.
أنا ابن محمّد المصطفى ، أنا ابن عليّ المرتضى ، أنا ابن من ضرب خراطيم
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٨١.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٨١.