الظالمين! أتريدين هوانا بعد هذا! فاجلي إلى بلد آمن (؟) وواسى معها للخروج والجلاء ابنتا أخيها الحسين عليهالسلام : سكينة وفاطمة.
فجهّز الأشدق لها ولمن أراد السفر معها من نساء بني هاشم ، وتعيّن المصير إلى مصر. ولم يورّخ لخروجها وإنّما جاء : فقدمت (الفسطاط ـ القاهرة القديمة) لأيّام بقين من ذي الحجة الحرام لآخر عام إحدى وستين ، وسيأتي عزل الأشدق لهلال ذي الحجّة فيعلم أنّ إخراجها كان قبله.
وروى العبيدلي الأعرجي الحسيني (م ٢٧٧ ه) بسنده عن رقيّة بنت عقبة ابن نافع الفهري أنّها كانت فيمن استقبل زينبا عليهاالسلام لمّا قدمت مصر ، فتقدّم إليها مسلمة بن مخلّد الأنصاري الخزرجي (قاتل ابن أبي بكر) وعبد الله بن الحارث وأبو عميرة المزني ، وعزّاها مسلمة وبكى فبكت وبكى الحاضرون وتلت قوله سبحانه : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)(١) ثمّ احتملها مسلمة الوالي إلى داره بالحمراء القصوى. فأقامت به أحد عشر شهرا وخمسة عشر يوما ثمّ توفّيت ، وصلّى عليها مسلمة بن مخلّد في جمع بالجامع ، وكانت قد أوصت أن يدفنوها في مخدعها من دار مسلمة ، ونفّذ مسلمة الوصية فرجعوا بها حتّى دفنوها بمخدعها من الدار بالحمراء القصوى بوصيّتها ، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمان بن عوف الزهري.
وكان وفاتها عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوما مضت من رجب سنة (٦٢) من الهجرة (٢).
__________________
(١) يس : ٥٢.
(٢) كذا في النسخة ، والصحيح : (٦٣ ه) وفقا لما مرّ من تاريخي قدومها الفسطاط وإقامتها بها ، والأخبار عن رسالة أخبار الزينبات للعبيدلي النسّابة ، المنشورة ضمن كتاب السيّدة زينب لحسن محمّد قاسم ، ط. المنيرية : ٢١ ـ ٢٢ ، فوفاتها كان قبل وقعة الحرّة ، كما يأتي ، وانظر ترجمة مسلمة في قاموس الرجال ١٠ : ٧٢ / ٧٥٤٧.