قال : فاجعلهم مع حرمك في منزلك! قال : فلا آمن أن يدخل على حريمي لمكانكم معهم (١)!
فروى الطبري عن الواقدي نحوه وقال : فلجأ إلى عليّ بن الحسين عليهالسلام وقال له : يا أبا الحسن ؛ إنّ لي رحما! فتكون حرمي مع حرمك؟! قال : افعل! فبعث بحرمه إلى عليّ بن الحسين ، فخرج بحرمه وحرم مروان إلى ينبع ، فكان مروان شاكرا ذلك له (٢).
ثمّ وثب أهل المدينة على واليهم عثمان بن محمّد بن أبي سفيان ومن بالمدينة من بني أميّة ومواليهم ومن كان معهم من قريش ، فأخرجوهم حتّى أنزلوهم دار مروان بن الحكم وكانوا نحو ألف رجل! وحاصروهم حصارا ضعيفا (٣) وذلك ليخرجوهم من المدينة. فقالوا : نحن نريد الشام فالشقة بعيدة ولنا عيال وصبية ولا بدّ لنا ممّا يصلحنا. فاستنظروهم عشرة أيام ، فأنظروا.
ثمّ أخرجوا كبراءهم إلى منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فحلّفوهم (٤). قالوا لهم : والله لا نكفّ عنكم حتّى نستنزلكم ونضرب أعناقكم أو تعطونا عهد الله وميثاقه أن لا تبغونا غائلة ولا تدلّوا لنا على عورة ، ولا تظاهروا علينا عدوّا ، فنكفّ عنكم ونخرجكم عنّا. فأعطوهم عهد الله وميثاقه (٥) ، وشرطوا عليهم أن يخرجوا فيقيموا عشرة أيّام بذي خشب. فأخرجوهم من المدينة ، وتبعهم السفهاء والصبيان يرمونهم بالحجارة حتّى انتهوا إلى ذي خشب (٦).
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٢٠٨.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٨٥ وقال : وكانت بينهما صداقة قديمة! بل الصحيح : عداوة قديمة.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤٨٢.
(٤) الإمامة والسياسة ١ : ٢٠٨.
(٥) تاريخ الطبري ٥ : ٤٨٥ عن الكلبي عن الأزدي عن ابن كرّة الأموي.
(٦) الإمامة والسياسة ١ : ٢٠٨.