نعيم ، ثمّ اجتمعوا على عبد الله بن حنظلة فبايعوه (١). وكان له ثمانية بنين كانوا معه في وفودهم على يزيد ، فأعطى كلّ واحد منهم عشرة آلاف درهم وأعطى أباه مئة ألف فلمّا عاد وسأله الناس ما وراءك؟ قال لهم : أتيتكم من عند رجل لو لم أجد إلّا بنيّ هؤلاء لجاهدته بهم! فقالوا : فقد بلغنا أنّه أكرمك وأعطاك! قال : أجل قد فعل ولكنّي ما قبلت ذلك منه إلّا أن أتقوّى به عليه (٢) فلمّا بايعوه للخروج على يزيد قال لهم : والله ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء! إنّه رجل ينكح أمهات الأولاد (أي أمّهات أولاد أبيه!) والأخوات والبنات! ويشرب الخمر حتّى يدع الصلاة (٣).
وكان ابن زياد لمّا قتل الحسين عليهالسلام قالت له أمّه مرجانة : ويلك ماذا ركبت وماذا صنعت! فلمّا كتب يزيد إليه أن يغزو مكّة أبى عليه وقال : لا أجمعهما للفاسق أبدا! أقتل ابن بنت رسول الله وأغزو البيت (٤)! ولعلّه كان قد بلغه إلقاء يزيد عليه قتله عليهالسلام.
وتأهّب أهل المدينة لإخراج الأمويّين منها وبلغهم ذلك فاجتمعوا إلى مروان بن الحكم وقالوا له : يا أبا عبد الملك ما الرأي؟ فقال لهم : إنّما الخوف على الحريم فمن يقدر منكم أن يغيّب حريمه فليفعل! وبلغه أنّ عبد الله بن عمر يريد الخروج إلى مكّة ليغيب عن أمرهم هذا ، فأتاه وقال له : احبّ أن اوجّه عيالي معك ، وهي عائشة بنت عثمان بن عفّان. فقال : إنّي لا أقدر على مصاحبة النساء!
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٢٠٧.
(٢) تاريخ خليفة : ١٤٨ ولم يذكر وصفهم ليزيد!
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٤٩ عن الواقدي بطرق ، وصحّف بطرف!
(٤) تاريخ الطبري ٥ : ٤٨٣ ـ ٤٨٤.